يعود اليوم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى تركيا مختتما زيارة الى المغرب العربي، واخرها كانت محطة تونس حيث حلّ يوم امس في زيارة رسمية بيومين رفقة وفد من الوزراء ورجال الاعمال وكان رئيس الحكومة المؤقتة علي العريض في استقبال الضيف التركي بالمطار الرئاسي بالعوينة الى جانب عدد من أعضاء الحكومة من بينهم وزراء الداخلية والخارجية والدفاع الوطني. وبالتوازي فان الوضع في تركيا يزداد توترا حيث يطالب آلاف المتظاهرين مع دخول حركة الاحتجاج يومها السابع باستقالة اردوغان. وبالعودة الى نسق الاحداث في تركيا فقد حث نائب رئيس الوزراء حسين جيليك مناصري حزب العدالة والتنمية، الذي يتزعمه أردوغان إلى عدم التوجه للمطار لاستقبال رئيس الحكومة من أجل عدم تصعيد التوتر. وقال لمحطة تلفزيون تركية الأربعاء "رئيس الوزراء ليس بحاجة لدليل قوة". وكان أردوغان قد قلل من شأن التظاهرات قبيل مغادرته الاثنين للقيام بزيارة إلى دول المغرب العربي معتبرا أنها ستتلاشى قبل عودته إلى البلاد. لكن التظاهرات استمرت الى يوم امس الأربعاء الذي شهد أول احتكاك بين مناصري الحزب الحاكم والمتظاهرين. وفي مدينة ريزي على البحر الأسود تعرضت مجموعة من 25 شابًا نظمت تظاهرة ضد الحكومة لهجوم من قبل حشد من حوالى مائة شخص، كما أفاد تلفزيون سي إن إن-تورك الخميس. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق مناصري حزب العدالة والتنمية الذين حاصروا مبنى لجأ إليه المتظاهرون. وأدخل بعض المحتجين لاحقا إلى المستشفى لكن لم يعرف شيء عن حالتهم الصحية. ومساء الأربعاء استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق متظاهرين في ساحة كيزيلاي. وكان الوضع اكثر هدوءا في إسطنبول للمرة الاولى منذ اندلاع موجة الاحتجاجات الجمعة. وكان تدخل الشرطة العنيف لتفريق تظاهرة سلمية في إسطنبول أشعل حركة احتجاجات مناهضة لحكومة أردوغان في كافة انحاء البلاد للمرة الاولى منذ تولي حزب العدالة والتنمية السلطة في العام 2002. ومعظم غضب المتظاهرين كان موجها ضد أردوغان الذي وصف المتظاهرين بانهم "متطرفون". لكن تركيا ورغم اعترافها باستخدام مفرط للقوة من قبل الشرطة، رفضت الانتقادات لطريقة معالجتها للازمة كما قال مصدر في وزارة الخارجية التركية لوكالة فرانس برس. وقال الدبلوماسي الذي رفض الكشف عن اسمه ان وزير الخارجية احمد داود اوغلو ابلغ نظيره الاميركي جون كيري في اتصال هاتفي الثلاثاء ان "تركيا ليست ديموقراطية من الدرجة الثانية". وكان كيري ندد الاثنين بالاستخدام "المفرط للقوة" من قبل الشرطة التركية في مواجهتها لتظاهرات الاحتجاج على حكومة رجب طيب أردوغان، داعيا انقرة الى اجراء "تحقيق كامل في هذه الحوادث". وبحسب الدبلوماسي التركي فان داود اوغلو أخذ على الولاياتالمتحدة وصفها التظاهرات المتواصلة في بلاده منذ ستة ايام بأنها "وضع استثنائي"، معتبرا ان تظاهرات احتجاج مماثلة حصلت في بلدان أخرى بينها الولاياتالمتحدة التي شهدت في 2011 حركة احتجاج تحت شعار "احتلوا وول ستريت". وأضاف المصدر ان داود اوغلو اكد لكيري ان الحكومة التركية تجري تحقيقا حول الاستخدام المفرط للقوة من قبل بعض عناصر الشرطة (وكالات)