تتكاثف الجهود في مدينة رأس الجبل من ولاية بنزرت لانجاز مسلك ل "كوفيد 19" وذلك ببناء وحدة استعجالي قارة لعلاج مرضى فيروس كورونا المستجد في فترة لا تتجاوز 21 يوما وتكلفة تقدر ب 400 ألف دينار. "خلية نحل" هو الوصف الموافق لحالة الحماس، التي جمعت متطوعين من أبناء مدينة "رأس الجبل" من ولاية بنزرت وهم يسارعون للانتهاء من وضع أسس بناء لم تظهر ملامحه بعد لكن نظرة هؤلاء العاملين تعكس بداية حلم سيتحقق قريبا .. إعداد : نجلاء قمّوع "الصباح نيوز" واكبت أشغال إنشاء هذه الوحدة بمستشفى حسان بلخوجة برأس الجبل في يومها السابع وتحدثت مع أصحاب المبادرة، التي انتظرها أبناء الجهة طويلا وفرضت الجائحة الإسراع بتنفيذ المشروع وتوافق جميع الأطراف على احتياجاته. اللجنة المؤقتة لمجابهة فيروس كورونا المستجد برأس الجبل المسؤولة عن إنجاز مسلك "كوفيد 19" بمستشفى حسان بلخوجة هي انعكاس ايجابي للقاء مكونات المجتمع المدني بهذه المدينة مع مسوؤلي الجهة. كفاءات في محاربة الوباء وكشف رئيس اللجنة المؤقتة لمجابهة فيروس كورونا المستجد برأس الجبل عبد الستار محفوظ ل"الصباح نيوز" أن المشروع سيكون على مساحة تبلغ 360 مترا مربعا وتصل طاقة استيعابه ل 21 سريرا مجهزا بمقاييس عالية مشددا على أن جميع العاملين على المشروع من المتطوعين وهم متحمسون لإنهاء وحدة الاستعجالي في ظرف ثلاث أسابيع دون كلل. وأضاف محدثنا أن مكونات المجتمع المدني في رأس الجبل عملت بداية على توفير الإعانات ووسائل الوقاية للإطار الطبي والشبه الطبي لمستشفى حسان بلخوجة وهذه الوسائل الوقاية قدرت تكاليفها ب 21 ألف دينار ثم تكاثفت جهود المتطوعين وأًصبحت الطموحات أكبر واتجه الجميع نحو تنفيذ حلم قديم وهو تطوير إمكانيات مستشفى حسان بلخوجة. وأكمل في هذا السياق أن معتمد رأس الجبل سمير فرحات جمعه مع المهندس أحمد الدخيل، الذي سبق وقدم مشروع انجاز وحدة استعجالية للمسؤولين بالجهة قبل خمس أشهر لكن صعوبات كبيرة وقفت أمام تنفيذ هذا المخطط وتم لقاء والي بنزرت، الذي رحب بالفكرة وانطلقت أشغال انجاز وحدة الاستعجالي لعلاج مرضى كورونا تحسبا لأي طارئ تعرفه الجهة رغم أن معتمدية رأس الجبل لم تسجل حالات إصابة بالفيروس بعد. متطوعون.. أطباء ورجال أعمال وبينت أمين مال للجنة المؤقتة لمجابهة فيروس كورونا المستجد برأس الجبل سهام الغضبان أن اجتماع مكونات المجتمع المدني بالجهة أفرز قراءة ميدانية للواقعين العالمي والوطني وتوصلت إلى ضرورة التوافق على محاربة هذا الوباء بكل إمكانياتها موضحة أن الفكرة كانت في البداية عبر خلايا عائلية جمعتها المعتمدية يوم 17 مارس 2020 في لجنة محلية لمكافحة انتشار عدوى فيروس كورونا ضمت بين أعضائها متطوعين من أطباء، رجال أعمال وناشطين في المجتمع المدني. وتابعت سهام الغضبان في تصريحها ل"الصباح نيوز" أن العمل وزع بين ثلاث لجان مهام الأولى المسألة التضامنية (إعانات)، الثانية إعلامية (وقاية، توعية وتعقيم ..) واللجنة الثالثة تعنى بالمسألة الصحية. وعبّرت محدثتنا عن ثقتها في استكمال المشروع في أقل من شهر خاصة وأن العاملين عليه يتمتعون بروح قتالية فالبناءون يرفضون الراحة ويعملون يوميا من 7 صباحا إلى 11 ليلا لإنهاء تشيد البناء والجميع يدرك أهمية هذا الانجاز خاصة وأن مستشفى حسان بلخوجة تقع في مدينة ذات كثافة سكانية صناعية وسياحية لا تملك قسم توليد ولا قدرة على إنقاذ الغارقين على سبيل الذكر في الموسم الصيفي وقالت سهام الغضبان في ذات الإطار "يساهم كل حسب امكانياته في دعم المشروع حتى أن أبناء رأس الجبل المقيمين في الخارج قاموا بحملة لجمع المال للمساهمة في إتمام وحدة الاستعجالي في أقرب الآجال". مسلك كوفيد 19 خطوة وقائية .. ونظرا لأهمية الجانب الصحي في مسألة مجابهة فيروس كورونا المستجد التقت "الصباح نيوز" خلال جولتها بمستشفى حسان بلخوجة بالدكتورة آمال سلتانة، رئيسة الدائرة الصحية برأس الجبل ورئيسة اللجنة الصحية المنبثقة عن اللجنة المؤقتة لمجابهة فيروس كورونا بهذه المعتمدية والتي أكدت على أن الهدف من المشروع هو تحسين البنية التحتية لمستشفى حسان بلخوجة المؤسس منذ سنة 1980 والذي لم يعد قادرا على مواكبة التطور الحاصل في الجهة على عدة مستويات اجتماعية واقتصادية وبالتالي ومع انشاء وحدة استعجالي سيكون من الممكن انقاذ أرواح الناس في صورة تسجيل اصابات ب"كوفيد 19" في الجهة (0 حالات إلى حد الان) فالمستشفى له أقسام قليلة وتضم مرضى ولا يمكن استقبال المصابين بالجائحة إلا بتوفير فضاء مستقل عن بقية الأجنحة التي بدورها تعاني من الكثير من النقائص. وعن وحدة الاستعجالي لعلاج مرضى "كوفيد 19" التي بصدد الانجاز، أوضحت الدكتورة سلتانة أنها ستقسم إلا ثلاث فضاءات الأول لمراقبة الاشخاص المشكوك في اصابتهم لمدة لا تتجاوز 48 ساعة والقسم الثاني سيكون لمن يعانون من اعراض كورونا الخفيفة وتكون مدة اقامتهم لا تتجاوز 10 ايام أما الجناح ثالث فيخصص للحالات الحرجة وأصحاب الامراض المزمنة المصابين بفيروس كورونا المستجد. ونصحت دكتورة أمل سلتانة التونسيين بالالتزام بالحجر الصحي فعدد الوفيات لا يطمئن رغم أن عدد المصابين ليس كبيرا وبالتالي الحل الوحيد هو تطبيق التدابير الوقائية إلا أن يتم اكتشاف التلقيح فالوباء مازال في أشهره الخمس الاولى وكل الدراسات التي بصدد الانجاز مازالت في طور التجربة مشددة على أن مريض كورونا هو ضحية آملة أن يتعامل التونسيين معه بقدر أكبر من المراعاة لحالته وحالة عائلته. الحذر من عدوى الحيوانات الطبيب البيطري هيثم البنزرتي وهو عضو اللجنة الاستشارية الصحية بمستشفى حسان بلخوجة كشف ل"الصباح نيوز" أنه انطلق في تجربته التطوعية عبر خلية عائلية تضم قريبه مهندس المشروع أحمد الدخيل ثم تواصل مع الدكتورة آمال سلتانة مشددا على أن الجانب التضامني والتوعوي مهم ولكن من الضروري اليوم الذهاب أبعد في الاستعدادات لمجابهة الوباء بالاستعداد على مستوى تدعيم القطاع الصحي قائلا: "ستكون وحدة الاستعجالي بمقاييس العالية الجودة كما وعدت ولاية بنزرت وعبر وزارة الصحة توفير وحدة تقنية وطبية ستساهم كثيرا في مساعدتنا على انقاذ المرضى". وحذر الدكتور هيثم البنزرتي من ترك الحيوانات الأليفة قرب الشخص المريض خاصة وأن الدراسات الأخيرة أكدت امكانية العدوى ولذلك من الأفضل فصل المصاب عن القطط والكلاب الموجودة في البيت أو غيرها كما من الأفضل عدم ترك هذه الحيوانات تغادر البيوت في هذه الفترة من الحجر الصحي حتى لا تنشر عدوى فيروس كورونا المستجد.