قد لا تمر سنة إدارية دون تسجيل حرائق في هذا المكان او ذاك لتكون الغابات وما تحتويه من ثروات طبيعية في مواجهة نيران اتت على جزء كبير منها مثل 190 حريقا خلال اوت 2019 الذي أتى على قرابة 1850 هكتار وخسائر نباتية وحيوانية دون اعتبار مورد رزق من يقطنون في مناطق محاذية الغابات والجبال أو عرضة لقطع ما تحتويه من أشجار على غرار ما حصل يومي 4و6 أفريل من السنة الحالية بغابة عين سلام من معتمدية عين دراهم حيث عبثت أيادي عشوائيا بالمكان لتقوم بقطع 400 شجرة من أشجار الزان المعمرة من أجل صناعة الفحم. وضع اصبح يتهدد الثروة الغابية ويمس حتى من التنوع البيولوجي نظرا لما تحتويه هذه الفضاءات الخضراء من ثروات طبيعية وحيوانية بل وأصبح التهديد يتجاوز في نتائجه ما فعلته جائحة كورونا بالعالم وهو ما دفع بوزارة الفلاحة إلى إصدار بلاغ تذكر فيه بما نص عليه عليه القانون بخصوص المعتدين على الغابات. برنامج وطني... ومقابل ما يتهدد الفضاء الاخضر الذي يكسو مناطق كبيرة ببلادنا من مخاطر، كان التوجه نحو التفكير في حلول بديلة للحفاظ على الثروة الطبيعية وعلى التنوع البيولوجي في بلد كتونس يضم 7 منظومات أيكولوجية كبرى من جزر وجبال وغابات وصحراء وواحات واراضي رطبة ناهيك عن المنظومات الزراعية فكان التوجه بضبط برنامج وطني للتنوع البيولوجي 2018/2030 كانت وزارة البيئة طرفا أساسيا فيه وذلك للحفاظ على ثروة بيولوجية متنوعة فيه ما يزيد عن 7500 نوع بين نباتات وحيوانات برية وبحرية وكائنات حية. وهو برنامج طموح وثري وضع أساسا حماية للتنوع البيولوجي وللمساحات البرية والبحرية ودعم المناطق المحمية خاصة إذا علمنا ووفق إحصائيات لوزارة البيئة فإن تونس تحتوي على 17 حديقة وطنية و27 محمية طبيعية و41 موقع رامسار للمناطق الرطبة. مجهود مشترك... ومن بين الأهداف الاخرى التي لا تقل أهمية عما ذكرنا آنفا ما تقوم به وزارة البيئة بخصوص العمل على إدراج ثلاث محميات ضمن القائمة الخضراء للمناطق المحمية للاتحاد الدولي لصون الطبيعة بالإضافة إلى إلى 7 محميات بحرية و ساحلية و4 برية. حقيقة لا يمكن لمتابع ان ينكرها وهي ما تزخر به بلادنا من ثروات طبيعية حقيقية تستدعي تكاتف جهود جميع الأطراف من وزارات وعلى رأسها وزارة البيئة وجمعيات ناشطة في المجال وباقي أطياف المجتمع المدني عبر حملات تحسيسية وتوعية وأنشطة وغيرها من البرامج للحفاظ عليها ومزيد تعهدها ودعمها والذودعن عنها من كل متربص.