كشفت أيام قرطاج السينمائية خلال ندوتها الصحفية صباح امس عن تفاصيل الدورة 31 المنتظر تنظيمها من 18 إلى 23 ديسمبر الحالي ومن أبرز ملامح هذه البرمجة المقترحة على محبي السينما في تونس 6 أفلام مستلهمة من أعمال كان لها بصمتها في دورات سابقة من المهرجان. واختارت لجنة تحكيم الأفلام المتكونة من كاهية عطية (رئيسا) وعضوية كل من الممثلة فاطمة ناصر، المنتج خالد العقربي، المخرجة سارة العبيدي ومدير التصوير حاتم الناشي أفلام تتراوح مدة عرضها بين 10 و15 دقيقة. في هذا السياق، تشارك السينمائية سنية الشامخي بفيلم "الوقت الذي يمر" في تنفيذ انتاج للطفي العيوني والفيلم مستوحى من "شمس الضباع" أحد أهم أفلام رضا الباهي والذي عرض في أيام قرطاج 1978 وضمن برمجة قسم "نصف شهر المخرجين" لمهرجان كان السينمائي. "المصباح المظلم في بلاد الطرنني" هو عمل مستلهم من فيلم "بلاد الطرنني" (إنتاج 1973) والفيلم للمخرج طارق الخلادي فيما يقدم فوزي الشلي "عل عتبات السيدة" مع هشام رستم ومخرج الفيلم الأصلي "السيدة" محمد زرن. هيفل بن يوسف اختار "ماندا" عنوان لفيلمه القصير في افتتاح أيام قرطاج السينمائية 2020 والعمل مستوحى من فيلم عصمان صمبان "الحوالة" (1968) ولنفس المخرج السينغالي الكبير استوحى الحبيب المستيري مشاهد عمله القصير "سوداء 2" عن فيلم "La Noire de" (1966) المتوج بالتانيت الذهبي ل"جي سي سي" في العام نفسه. وخير علاء الدين بوطالب إعادة محاكاة "العرس" للمسرح الجديد المقتبس بدوره عن أحد أعمال "برشت" وشارك في إخراجه للسينما كل من محمد إدريس والفاضل الجعايبي عن نص لجليلة بكار والفاضل الجزيري. مبادرة أيام قرطاج السينمائية الخاصة بأفلام الافتتاح الستة منحت مساحة لصناع السينما التونسية لتقديم أعمال مستوحاة من أفلام أثرت في مسيرتهم ولكن هذه خيارات لا تعكس حقيقة "شريط حياة" المهرجان منذ تأسيسه إلى دورته الثلاثين فالأكيد أن عصمان صمبان أحد أهم السينمائيين المؤثرين في تاريخ السينما الإفريقية عموما وحضوره في هذه القائمة منطقي ومع ذلك هناك صناع أفلام أُثروا في "الجي سي سي"، أعرق التظاهرات السينمائية الافريقية والعربية أكثر من بقية الأعمال المختارة .. تظل القائمة المختارة لأفلام الافتتاح خيارا يحترم ومع ذلك كنا نرجو أن يدعم المركز الوطني للسينما والصورة عدد أكبر من الأفلام حتى نشهد مشهد أعمق وأكثر مصداقية لتاريخ أيام قرطاج السينمائية ومحطاته الملهمة.