أجمع قياديون في الاحزاب الثلاثة الممتنعة اليوم السبت عن امضاء وثيقة خارطة الطريق للرباعي الراعي للحوار الوطني وهي أحزاب المؤتمر و تيار المحبة و الاصلاح والتنمية أجمعوا على أن هذا الامتناع مبني على مسالة مبدئية تتعلق برفض فرض شروط على انطلاق الحوار وعدم قبول املاءات أحزاب بعينها . وفي هذا السياق أكد الامين العام لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية عماد الدايمي أن فرض الامضاء على هذه الوثيقة في اخر لحظة جاء حسب تقديره نتيجة ضغوطات من أطراف سياسية بعينها وهي مسالة لايمكن القبول بها كشرط من شروط الدخول في الحوار مضيفا نحن دخلنا الحوار دون شروط ولن نقبل بمنطق الاشتراطات المسبقة . وتابع الدايمي يقول من يريد الحوار حقيقة يأتي اليه دون شروط مسبقة باعتبار أن الاطراف الموجودة جاءت بدعوة من الاطراف الراعية وهذا يعني انها جميعا جاءت بعد أن وافقت على القبول بهاته المبادرة كمنطلق للحوار ولامجال للحسابات الضيقة في مثل هذا الشان الذي يهم البلاد وأكد رفضه لما أسماه المزايدات السياسوية على حزب المؤتمر في القبول بهذه المبادرة على اعتبار أنه أول من رحب بها وأصدر بيانا في ذلك . وأضاف أن الحوار الوطني يجب ان ينطلق من ورقة العمل التي أعدتها الجهات الراعية للحوار على أن تتم مناقشة التفاصيل اثناء الحوار غير أننا سمعنا بعض الخطابات اليوم تقول انه يجب التنفيذ الفوري لما جاء بها وكأن العملية أرادها البعض فخا لكي توقع الاطراف على هذه الورقة كمنطلق للحوار ثم يقولون لها لاداعي للحوار الان تم التوقيع ويجب ان نمر للتنفيذ فورا والحال ان التفاصيل لم تناقش . من جانبه اعتبر عضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر عبد الوهاب معطر انه ليس من الممكن الامضاء على نتائج الحوار في بداياته موضحا أن التحفظات شكلية وعلى مستوى المضمون أيضا . ولاحظ أن حزبه يعتبر أن كل ما في الورقة يحتاج الى وفاق ونقاش وتقاسم للمواقف حتى يمكن المضي في تنفيذه وهي لاتعدو أن تكون الا قاعدة ونقبل بها ارضية واطارا عاما لانطلاق الحوار . وعن موقف تيار المحبة تحدث الناطق الرسمي باسمه سعيد الخرشوفي ليبين أن امتناع الحزب عن التوقيع جاء بناء على اشتراط انطلاق الحوار بالامضاء على المبادرة وهو ما لم يكن مطروحا سابقا. وأضاف قوله كأنه علينا الاخذ بالمبادرة مسلمة والالتزام بها لذلك اثرنا التريث في عملية الامضاء اذ أنه لا يمكننا الموافقة عليها برمتها كما أنه لا بد من التثبت مما اذا كانت تتضمن بنودا تمس من الارداة الشعبية أو ثغرات يمكن أن تؤدي الى متاهات أخرى وفق تقديره. وقال ان اضافة كلمة وجوبا في النقطة المتعلقة باستكمال العمل التأسيسي للمجلس الوطني التأسيسي ضمن المبادرة يحيل الى ان هذه المبادرة لم تعد منطلقا للحوار وانما هي ملزمة للممضين عليها وبالتالي من المفروض مزيد التشاور . وقد عبر نواب تيار المحبة خلال هذه الجلسة عن احتجاجهم لعدم اعطائهم الكلمة على غرار بعض الاحزاب الموقعة على الوثيقة معتبرين ذلك اقصاء لتيارهم وقاطعوا ربع الساعة الاخير من الجلسة الافتتاحية للحوار مستبعدين امكانية الالتحاق به ثانية. وعبر أيمن الزوارغي القيادة بتار المحبة عن غضبه ازاء ما وصفه ب تهميش للقوة الانتخابية الثانية في البلاد قائلا لا يمكن بأى شكل من الاشكال احتقار تيار المحية . وأكد أن الحوار حسب تقديره سيفشل لانه حوار اقصائي لحساب أحزاب معينة تريد القيام بانقلاب على الشعب التونسي محملا مسؤولية الاقصاء للرباعي الراعي للحوار ولمختلف الاحزاب المشاركة فيه. أما محمد القوماني أمين عام حزب الاصلاح والتنمية فبين أن الامتناع عن الامضاء هو تعبير عن رفض صيغة الامضاء قبل الحوار والابتزاز السياسي حسب توصيفه مشيرا الى أن شرط الامضاء شرط أملته جبهة الانقاذ في بيانها يوم الخميس الماضي . واعتبر أن الرباعي انحاز لهذا الشرط ولطرف ضد اخر مؤكدا أنه سيعود لموسسات الحزب للنظر في هذا الموقف. كما اكد ان الدعوة التي تلقاها الحزب لم تتضمن التنصيص على الامضاء على المبادرة وعليه فقد قبل الدعوة على اعتبار ان المبادرة قدمت مادة للحوار يتم التوقيع عليها بعد الاتفاق وفق تقديره.