حضرت ثورات الربيع العربي بقوة في مهرجان دبي السينمائي لهذا العام، إذ حفلت الدورة الثامنة المنعقدة حاليا بعدد من الأفلام التي تناولت موجة الثورات وتحديدا في تونس ومصر. وتحت عنوان "لا خوف بعد اليوم" تناول الفيلم التونسي الثورة بعيون لينا بن مهني التي تجرأت على تحدي نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، التي كتبت في مدونتها عن ثورة شعبها ضده، ويروي الفيلم قصة المحامية والمدافعة عن حقوق الإنسان راضية نصراوي التي دفعت ثمن تمسكها بمواقفها غاليا، كذلك فعل زوجها الذي ما كاد يخرج من السجن حتى يعود إليه. كما يعرّف الفيلم عن الصحفي والكاتب كريم شريف، الذي تسلح بهراوة ودعم من عائلته كي يحمي حيّه في أثناء الأيام التي تلت رحيل بن علي.ويتطرق الفيلم إلى القاسم المشترك بين قصص شخصياته، وهو ذلك الخوف المستشري بين التونسيين من الطاغية وتحررهم منه بعدما علا صراخ الشعب.جدير بالذكر أن فيلم "لا خوف بعد اليوم" من إخراج التونسي مراد بن الشيخ، وتم عرضه ضمن مسابقة المهر العربي للأفلام الوثائقية.أما الفيلم الثاني فيسمى "1/2 ثورة" للمخرجين عمر الشرقاوي وكريم الحكيم، يروي الفيلم بداية الثورة المصرية حين فاضت الشوارع بالمتظاهرين في أثناء عمل المخرجين على بعض الأبحاث لإنجاز فيلم في القاهرة. وينقل الفيلم نبض الشارع، حيث يصور تزايد عدد الحشود وارتفاع هتافاتهم تدريجيا، فيختلط بهم المخرجان ويشاركان في المظاهرات احتجاجا على نظام الرئيس السابق حسني مبارك، والفيلم يشارك أيضا في مسابقة المهر العربي للأفلام الوثائقية وهو العرض الدولي الأول له.وفي الفئة نفسها يطل المخرج أحمد رشوان للعرض الأول العالمي لفيلمه الوثائقي "مولود في 25 يناير"، الذي يتطرق أيضا إلى الثورة المصرية.أما في فئة "ليالٍ عربية"، يشارك المخرج الفرنسي ستيفانو سافونا بفيلم "ميدان التحرير"، حيث التقطت عدسته بدقة مشاعر الأمل واليأس والغضب والفخر والابتهاج التي رافقت أهم أسبوعين في تاريخ مصر الحديث. ويتابع ما جرى في تلك الفترة من الحراك الجماهيري وبدايته من خلال مواقع التواصل الاجتماعي حتى نزول الشعب إلى الشوارع منتفضا ضد نظام الرئيس السابق حسني مبارك.