وجه حوالي 50 جمعية عاملة فى لمجال الحقوقي والتربية والتعليم والحريات عريضة الى رئيس لمجلس الوطني التاسيسي تطالب فيها بمراجعة مقتضيات الفصل8 من الدستور فى صياغته الحالية وذلك بالرجوع الى الصياغة لاولى خوفا من التأثيرات السلبية للصياغة الحالية على تربية الناشئة . واشارت العريضة التي يتم تداولها الى ان الهدف الرئيسي للتربية هو تنشئة التلاميذ على حب الوطن والوفاء اليه وترسيخ الهوية الوطنية والشعور بالانتماء الى حضارة ذات أبعاد وطنية مغاربية عربية اسلامية افريقية ومتوسطية وهى في ان واحد تجذر الانفتاح على الحضارة الكونية . وطالب رئيس شبكة دستورنا جوهر بن مبارك من الجمعيات الممضية على العريضة في تصريح لوات اليوم الاثنين ان يقتصر الفصل 38 على توصيف حق التونسيين او التونسيات في التعليم او ان ينص على ان برامج التعليم لا تتعارض مع القيم والمبادئ الواردة في الدستور مبينا وجود تعارض بين الصيغة الحالية للفصل الثاني للدستور الذي ينص على ان تونس دولة مدنية وقال ان اشكالية الفصل 38 تتمثل في انه يستكمل التوجه امام التوظيف السياسي الذي ذهب اليه الفصل السادس والفصل 15 المتعلقين تباعا بتحييد المساجد والمؤسسة التربوية عن التوظيف الحزبي دون التنصيص على التحييد السياسي كما انه فصل حسب قوله يهمش فكرة الانفتاح على الحضارات والقيم الكونية يذكر ان الفصل 38 الذي ينص على ان الدولة تضمن الحق في التعليم العمومي المجاني بكامل مراحله كما تعمل على تجذير الناشئة في هويتها العربية الاسلامية وعلى ترسيخ اللغة العربية ودعمها وتعميم استخدامها . وقد اثار هذا الفصل عديد ردود الفعل بين الرافض والمتحفظ عليه حيث اعتبره استاذ القانون الدستوري عياض بن عاشور في تصريحات اعلامية خطرا يمكن ان يصبح اداة للقمع في يد حكومة تميل الى الاستبداد وذلك عبر غرس مسائل الهوية في ذهن الناشئة وهى مسائل يختلف تاويلها حسب وجهة النظر ان كانت حداثية او متزمتة ومحافظة وفق ما صرح به.