يبدو ان تأخر قدوم مهدي جمعة لقصر قرطاج لم يكن مصادفة فقد فرضته ظروف قاهرة فالرجل وان غادر مبنى وزارة الصناعة في حدود الساعة العاشرة مساء وبضع دقائق فانه لم يحل بقصر قرطاج الا قبل منتصف الليل لدقيقة واحدة ، والسبب مكالمة هاتفية وردت عليه أعلمته بانه وزراءه مهددون بسحب الثقة بخمسين زائد واحد على عكس الحكومة بأكملها وهو مت رفضه لانه أتى بكفاءات في ميادينهم في مهام محدودة زمانا ولا يسمح لهم بان يهانوا لابسط الأسباب ، هذا الموقف سانده فيه الرباعي الراعي للحوار وفيما يلي ما حدث فقد تمّ في ساعة متأخرة من ليل السبت – الأحد المصادقة على مقترح قانون أساسي برمّته يتعلق بتنقيح و إتمام أحكام الفصل 19 من القانون التأسيسي عدد 6 لسنة 2011 المؤرخ في 16 ديسمبر 2011 و المتعلق بالتنظيم المؤقت للسلط العمومية بموافقة 116 واحتفاظ 16 ورفض 42. وكان من المتوقع أن يقدم مهدي جمعة رئيس الحكومة المكلف تركيبة حكومته لمنصف المرزوقي رئيس الجمهورية المؤقت الا انه وبعد طول انتظار خرج جمعة ليؤكد انه لن يقدم تشكيلته الحكومية التي قال عنها انها الجاهزة وذلك أمام تمسك بعض الأحزاب بعدم ترشيح لطفي بن جدو لحقيبة الداخلية. وقد ارجع العديد عدم إعلان جمعة لتشكيلته الحكومية الى رفض أحزاب ترشيح بن جدو للداخلية، ولكن وفق مصادر مطلعة بالحوار الوطني فإنّ تراجع بن جدو عن إعلان حكومته يأتي على خلفية تنقيح وإتمام أحكام الفصل 19 من القانون التأسيسي المتعلق بالتنظيم المؤقت للسلط العمومية والذي لا يتماشى مع ما أمضت عليه الأحزاب المشاركة في الحوار الوطني بأن يتم سحب الثقة من الحكومة والوزراء بموافقة أغلبية ثلاثة أخماس أعضاء المجلس. وللتذكير فإنّ نصّ الفصل 19 من القانون المتعلق بالتنظيم المؤقت للسلط العمومية ينصّ على سحب الثقة عن الحكومة بأغلبية ثلاثة أخماس أعضاء المجلس التأسيسي و بسحب الثقة عن الوزراء ب50 زائد واحد. وأفاد "الصباح نيوز" مصدر مطلع من الحوار الوطني أنّ إعلان جمعة عن تركيبة حكومته سيكون بعد إعادة تكليفه من قبل رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي وكذلك بعد أن يتمّ تعديل الفصل 19 من الدستور الصغير على أن يتماشى مع ما أمضى عليه المشاركون في الحوار الوطني. ومن جهة أخرى، علمت "الصباح نيوز" أنّ مهدي جمعة تقدّم بمقترح للحوار الوطني مساء أمس يتمثل في الإبقاء على لطفي بن جدو في حقيبة الداخلية مع تعيين وزير معتمد مكلف بالأمن، وحسب محدّثنا فإنّ هذا المقترح قبله عدد من الأحزاب المشاركة في الحوار الوطني ولكن رفضته الجبهة الشعبية التي تتمسك بتغيير لطفي بن جدو.