أدّى الوزير لدى رئيس الحكومة المكلّف بتنسيق ومتابعة الشؤون الإقتصاديّة نضال الورفلّي أمس الخميس زيارة ميدانيّة عاين من خلالها مدى تقدم انجاز عددا من المشاريع التنمويّة بولاية تونس رفقة وزير النّقل شهاب بن أحمد ووالي تونس حامد عبيد بالاضافة الى المسؤولين على تنفيذ هذه المشاريع. واطّلع الوزير في البداية على مشروع حماية وتنظيف سبخة السّيجومي بعد استكمال أشغاله والرّامي إلى مزيد العناية والمحافظة على البيئة والذي ناهزت كلفته المحيّنة 270 ألف دينار مدرجة بميزانية 2013. إثر ذلك عاين نضال الورفلّي عن كثب تقدّم أشغال إنجاز مشروع شركة تونس للشبكة الحديديّة السّريعة التي تتكوّن من 5 خطوط تربط وسط المدينةتونس بكلّ مناطق الزّهور-سيدي حسين السّيجومي وبرج السدريّة وفوشانة والمحمديّة ومنّوبة والمنيهلة وشمال أريانة إلى جانب تركيز 3 محطّات رئيسيّة للترابط وسط العاصمة وإنشاء 16 محطّة ترابط فرعيّة على مشارفها مع إحداث مآوي قرب هذه المحطّات لتشجيع أصحاب السيّارات على استعمال النقل الجماعي. وتبلغ كلفة المشروع الذي بلغت نسبة تقدّم أشغاله 30 بالمائة، ويتوقّع أن ينتفع بخدماته 600 ألف ساكن،4 آلاف ملايين دينار حيث تتوزّع قيمة تمويل أشغال الهندسة المدنيّة والتّجهيزات في حدود 40 بالمائة من ميزانيّة الدّولة والنّسبة المتبقيّة عن طريق قروض خارجيّة بقيمة 227.6 مليون أورو مموّلة من مجمّع البنوك الأوروبيّة ممثلة في البنك الأوروبّي للإستثمار بمبلغ 119 مليون أورو والوكالة الفرنسيّة للتنمية ب33.6 مليون أورو والبنك الألماني ب 47 مليون أورو و28 مليون أورو بعنوان هبة من الإتّحاد الأوروبّي فيما يبلغ الحجم الجملي لتمويل اقتناء القطارات عن طريق قروض مموّلة من مجمّع البنوك الأوروبيّة 97 مليون أورو. و شملت زيارة نضال الورفلّي والوفد المرافق له المنطقة الصناعيّة بالعقبة التي تبلغ مساحتها المهيئة 106 هكتار وتتركّز فيها 16 مؤسسة في طور الإنتاج ومركز حياتي متكامل على مساحة 1.5 هكتار مؤديّا في الأثناء زيارة إلى شركة« MARQUARDT » الألمانيّة المصدّرة كليّا والتي بلغ حجم استثمارها 33 مليون دينار وتشغّل حوالي 1500 فردا وهي مختصّة في صنع الأدوات والمستلزمات الكهربائيّة وتمتاز بنسبة إدماج عالية كما تعتمد كليّا على الكفاءات التونسيّة من مهندسين وإطارات متوسّطة وعملة مختصّين. وفي تصريح صحفي بالمناسبة،كشف نضال الورفلّي أن هذ الزّيارات الميدانيّة تندرج في إطار متابعة المشاريع التنمويّة الموجودة في الجهات والولايات والتي منها المشاريع العموميّة والخاصّة خاصة وأنّ مشروع حماية وتنظيف سبخة السيجومي يتنزّل في هذا الإطار وأنّه فضاء مفتوح أمام طاقاتنا الشبابيّة للعمل والمبادرة والإندماج والذهاب أكثر في مجال خلق مواطن الشّغل والإسهام في تجسيم المشاريع التنمويّة مؤكّدا أنّ السبخة كان لها تأثير في السنوات الأخيرة انعكس سلبا على البيئة وخاصة على المتساكنين حذو السبخة باعتبارها متنفسا من متنفسات المنطقة معربا بالتوازي عن شكره لمصالح ولاية تونس ووزارتي الدفاع الوطني والفلاحة على ما قدمته من مجهودات كبيرة في عمليّة تنظيف قسم كبير من السبخة ومحيطها. وذكر الوزير لدى رئيس الحكومة المكلف بتنسيق ومتابعة الشؤون الإقتصاديّة أنّ ما تبقّى سيتم استكمال عمليّة تنظيفه خلال الأسابيع القليلة القادمة وأن العمل جار في الأثناء لإنشاء منتزه صحّي لفائدة متساكني الجهة والوافدين عليها من بقيّة المواطنين وزائري تونس من الأجانب وذلك بالنظر إلى ما ستضفيه نظافة المكان وجماليته من تأثير إيجابي موجّها بالمناسبة نداء إلى أهل المنطقة وكافة المواطنين إلى تجنّب تكديس الفضلات بالسبخة وفي محيطها وأنّه إن كان التعويل على جهود الدولة واجب أساسي فإن التعويل أيضا كبير على وعي المواطن التونسي لتفادي تلويث السبخة والمنطقة عموما. وأوضح نضال الورفلّي أن مشروع شبكة تونس الحديديّة السريعة على مستوى منطقة السيجومي،الذي عاينه في مناسبة ثانية، هو مشروع كبير وهامّ جدّا في مجال النّقل وتسهيل تنقلات المواطنين بين العاصمة وضواحيها باعتباره يربط بين أهم النقاط خاصة المناطق التي تشكو إشكاليات في المواصلات والنقل العمومي مؤكّدا أن متابعة مباشرة ومستمرّة لهذا المشروع ستكون متواصلة وذلك عبر إجراء هناك زيارات متتالية على نطاق وزاري وعلى نطاق لجنة المتابعة المكلفة بالمشاريع التنمويّة وأيضا على نطاق ولاية تونس وذلك لتدارس مختلف الإشكاليّات الإشكاليات التي تواجه أشغال هذا المشروع وبحث سبل تفاديها بما يمكّن من المرور إلى طور العمل والإنجاز السّريع. وأفاد نضال الورفلّي أن القسم الأول من مشروع مشروع شبكة تونس الحديديّة السريعة سيستكمل إنجازه وخاصّة ما يتعلّق بالنّفق في شهر أكتوبر 2014 فيما سينجز ما تبقّى بعد ذلك في آجال قريبة لافتا النّظر إلى أن المشروع تعطّل خلال السنتين الأخيرتين بسبب بعض الإشكاليّات التي قال الوزير أنّ الجهات تعمل المعنيّة بكلّ جهد على تخطّيها مؤكّدا أن المشروع يعدّ حافزا للتنمية في المناطق التي يتركّز فيها،ومشروع يعين في مجمله على تنشيط الحركيّة الإقتصاديّة ويعزّز عمليّة ترشيد الطّاقة والتحكّم فيها كما يسهم إسهاما كبيرا في تخفيف العبء على المواطنين في التنقّل بين مختلف مناطق ولاية تونس وذلك عبر ما ستقدّمه الشبكة الحديديّة السريعة بموازاة محطّة سيارات الأجرة التي سيتمّ تركيزها من خدمات تتسم بالسرعة والإنسيابيّة. واختتم الوزير لدى رئيس الحكومة المكلف بتنسيق ومتابعة الشؤون الإقتصاديّة تصريحه بالتّأكيد على أنّ شركة« MARQUARDT » الألمانيّة لصناعة الأدوات والمستلزمات الكهربائيّة،هو مشروع يعدّ مكسبا لكافة أبناء المنطقة ولكلّ التونسيين باعتباره ذا طبيعيّة تشغيليّة عالية ويفتح الأبواب أمام جميع الكفاءات والطاقات التونسيّة للإطلاع على الصّناعات عالية الكثافة التكنولوجيّة والإستفادة منها معربا عن شكره لجهود كلّ الأطراف المتداخلة من أجل تركيز هذا المشروع والسعي لإنجاحه مجدّدا التأكيد على حرص الحكومة الكبير على دعم وإنجاح كافة المشاريع في هذا الإتّجاه.