قال الكاتب البريطاني روبرت فيسك، إن تقسيم الشرق الأوسط القديم وفقًا لاتفاقية "سايكس بيكو" انتهى، متوقعًا أن يعاد تقسيم المنطقة من قبل "الجهاديين" الجدد الذين لا يعرفون حدود الدول التي وضعتها الاتفاقية. وأشار فيسك، في مقالة بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية، إلى أن الخلافة الإسلامية ولدت في العراقوسوريا، حتى لو بشكل مؤقت، على يد مقاتلي "تنظيم دولة الاسلام في العراق والشام" الذين لا يعرفون الحدود الجغرافية بين سورياوالعراق والأردن ولبنان، ولا حتى حدود فلسطين التي أنشأتها بريطانيا وفرنسا. وأوضح الكاتب البريطاني أن سيطرة "داعش" على غرب وشرق سوريا دمرت اتفاقية ما بعد الحرب العالمية الأنغلو فرنسية "سايكس بيكو"، وهي الاتفاقية التي تحاكت من قبل مارك سايكس وفرانسوا بيكو، وقسمت الشرق الأوسط بتحويل الدولة العثمانية القديمة إلى دويلات عربية يسيطر عليها الغرب. ويري فيسك أن سيطرة "داعش" على مدينة الموصل العراقية التي سعت بريطانيا وفرنسا لنيل ثروتها النفطية، تؤكد انهيار التقسيم الذي فرضته معاهدة سايكس بيكو بعد الحرب العالمية الأولى، متسائلًا: "كيف باتت الموصل بعد الحرب العالمية الأولى تحت الانتداب الفرنسي وكيف عادت لاحقًا إلى الانتداب البريطاني، عندما أعطى وعد بلفور الحق في إقامة دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية بواسطة بريطانيا. وأضاف فيسك أن: الخريطة الجديدة للشرق الأوسط تم إنشاؤها من قبل تنظيم القاعدة والنصرة و"داعش" وحلفائهم، منوهًا أن خطة هؤلاء الإرهابيين تعمل من الشرق إلى الغرب بالسيطرة على الفلوجة وتكريت والموصل والرقة، ومناطق واسعة في شرق سوريا. وتابع "التكتيكات الجهادية تشير بقوة إلى أن الإرهابيين يريدون السيطرة على غرب بغداد مباشرة عبر الصحاري السورية والعراقية، لتشمل حمص وحماة وحلب في العراق". ولفت الكاتب البريطاني إلى أن "الشرق الأوسط الجديد سوف يشهد ازدياد نفوذ المملكة العربية السعودية على النفط بالمنطقة وستقل صادرات العراق منه ما يزيد الأسعار للنفط ويتحول نفط الموصل، والحقول غير المستكشفة تحت سيطرة الجماعات الاسلامية". ويتوقع فيسك أن التقسيم الصراع الحالي في المنطقة من المحتمل أن يسفر عنه حرب شبيهة بالحرب العراقية الإيرانية التي أودت بحياة مليون ونصف مليون شخص وسيكون كلا الجانبين مسلحًا من قبل القوى الخارجية. (وكالات)