بعد نهاية العقيد معمر القذافي وتحرير ليبيا يبقى لأهل الرياضة الليبية وكرة القدم تحديدا الحق في الإدلاء بشهادتهم على التاريخ. أجرت عدد من الصحف العربية مقابلات مع لاعبين ورياضيين ليبيين بمناسبة نهاية الحكم الديكاتوري في البلاد، بعد أسر ومقتل العقيد الليبي معمر القذافي الذي حكم في طرابلس لمدة تزيد عن 42 عاما. وكشف أحمد الزوي مهاجم النادي البنزرتي والمنتخب الليبي لكرة القدم أن الساعدي القذافي نجل العقيد المقتول كان يعاني من خلل عقلي كوالده تماما. وقال الزوي في حوار نقلته الوطن السعودية: "عندما يحضر الساعدي في معسكر المنتخب كان يسهر مع حاشيته في جناحه، ثم يخرج في وضع غير طبيعي، ليوقظ اللاعبين مع الفجر، ويسدد ضربات الجزاء عليهم، والويل لمن يخالف أوامره، وكان يسب ويشتم بعض اللاعبين ويعتدي عليهم". وغادر الساعدي ليبيا عبر الحدود إلى النيجر خلال الحرب، وهو مطلوب لمحكمة العدل الدولية بجرائم حرب. وأضاف الزوي: "كنا أغنى دولة وأفقر شعب في العالم، وكان الساعدي يدعي بأنه رجل دين ويتستر ببعض المشايخ، لكنه في الليل ينغمس في الملاهي الليلية والمراقص". وتساءل المهاجم الليبي: "من يصدّق أن دولة مثل ليبيا لا يوجد فيها سوى ملعبين فقط، كان الساعدي يأخذ المليارات من والده، ويذهب بها لأندية جوفنتوس ونابولي لأجل الشهرة والسهر، ولم يكن يعلم شيئاً عن المنتخب، ولم يكن لوالده علاقة بالرياضة". يشار إلى أن اللاعب الليبي الشهير طارق التائب وصف الثوار في وقت سابق بأنهم كلاب ضالة ومخربون وحفنة من العصابات، وهو يعيش في تونس مع أسرته، ولا يستطيع دخول ليبيا حاليا بسبب الغضب الشعبي عليه".
جرائم الساعدي القذافي وبحسب صحف ووسائل إعلامية ليبية فإن الساعدي القذافي ارتكب الكثير من الجرائم منها: - طلبه من قواته الخاصة إطلاق النار على جمهور أهلي طرابلس بعد خسارة فريقه الاتحاد، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، ويُقال إن الساعدي هو المتسبب في قتل أحد نجوم الكرة الليبية، ويدعى بشير الرياني، حيث تعرّض للتعذيب والتنكيل بسبب غيرة الساعدي من مواهبه. - في أبرز الوقائع التي حدثت في عهد الساعدي، أقال الإتحاد الليبي لكرة القدم المدير الفني للمنتخب، الإيطالي فرانكو سكوليو، لأنه رفض إشراك الساعدي القذافي، وعقّب الإيطالي سكوليو لصحيفة "كوريرا ديلو سبورت" الإيطالية على القرار آنذاك بالقول صراحة: "أقالوني لأنني لم أدع الساعدي يلعب"، وأكد أن سبب إقالته يعود أيضاً إلى رفضه تدريب نادي الاتحاد الليبي الذي يملكه الساعدي. - لاعبو بيروجيا الإيطالي لم يفوّتوا فرصة للحديث عن الساعدي، فقد قال مهاجم الفريق وقتها فابريتسيو رافانيلي عن الساعدي القذافي "قد لا يكون نجماً في كرة القدم، لكنه في المقابل إنسان سخي جداً"، وأشار رافانيلي إلى منح الساعدي سيارة لكل لاعب قبل أن يخوض أول مباراة له في الدوري ضد فريق جوفنتوس. - تعرض الساعدي لعقوبة الإيقاف ثلاثة أشهر بعد ثبوت تعاطيه مادة الناندرولون المحظورة عقب فحوصات خضع لها على هامش مباراة فريقه بيروجيا ضد ريجينا بالدوري الإيطالي، وجاء ذلك رغم أن اسمه لم يكن مدرجاً في التشكيلة الرسمية التي خاضت المباراة أو حتى على لائحة الاحتياط.