افتتحت اليوم في العاصمة التونسية الدورة ال28 للجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) على مستوى كبار المسؤولين في حضور حشدٍ من ممثلي البلدان الأعضاء في اللجنة والمنظمات الاقليمية والدولية والبلدان غير الأعضاء في الإسكوا، وذلك في فندق ريجنسي-قمرت. واستهلّت الجلسة الافتتاحية بكلمة دولة الإمارات العربية المتحدة التي تولّت رئاسة الدورة ال27 للإسكوا. فألقى السيد محمد صالح الشلواح، الوكيل المساعد لشؤون السياسات الاقتصادية في وزارة الاقتصاد الإماراتية كلمة شكر فيها البلدان الأعضاء في الإسكوا على تعاونهم خلال فترة رئاسة دولة الإمارات للدورة السابقة. وأشار إلى النشاطات التي تقوم بها الإسكوا منذ 40 عاماً في إطار تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة. كما أثنى على عمل اللجنة الفنية التابعة للإسكوا خلال العام المنصرم. ثم ألقى الدكتور نديم خوري نائب الأمينة التنفيذية للإسكوا كلمة اللجنة معتبراً أن التغييرات والتحولات الهامة التي تشهدها الدول العربية تتطلب تعزيز "التزامنا بالعمل معاً لتطوير استراتيجيات وآليات فاعلة تعزز نهج المشاركة، وتضمن سياسات تحقق تنمية اقتصادية وتوفر فرص العمل اللائق، وتحقق المساواة في توزيع العوائد، والعدالة الاجتماعية للجميع مع الحفاظ على الموارد الطبيعية والبيئة للأجيال القادمة". ولفت إلى أنّ الإسكوا لطالما مثّلت طبيعة المنطقة في تنوّعها وتاريخها وقدرتها على مواجهة الأزمات التي تمر بها فكانت بحق تشارك المنطقة همومها وطموحاتها وتنقل هذه الطموحات والأوليات إلى المحافل العالمية، مشكّلةً صلة وصل بين الوطني والإقليمي والعالمي. ومن أبلغ الأمثلة على ذلك جهودها في متابعة تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، وفي نقل وجهة النظر الإقليمية إلى مؤتمر الأممالمتحدة للتنمية المستدامة (ريو+20). وأضاف أن الاسكوا عملت طيلة 40 عاماً في إطار من التعاون الوثيق مع دول المنطقة ومع المؤسسات الإقليمية مثل جامعة الدول العربية، فنفذت العديد من المشاريع والأنشطة في العمل التحليلي والتعاون الفني وبناء القدرات والانتاج البحثي والمعرفي في مختلف المجالات مثل الغذاء والماء والطاقة، وإدارة المعارف والتكنولوجيا، والإحصاء، وقضايا المرأة، والتجارة والمواصلات، وقضايا الشباب والهجرة، وقضايا النزاع والاحتلال. وكانت اللجنة ولا تزال ملتقى مفتوحاً للحوار والنقاش في مختلف المواضيع الاجتماعية والاقتصادية، لتبادل الممارسات الجيدة والدروس المكتسبة بين دول من المنطقة ومن سائر مناطق العالم. مكتب الدورة وعملاً بالمادة 12 من نظام الإسكوا الداخلي التي تنصّ على أن تتولّى البلدان الأعضاء رئاسة الدورة بالتناوب حسب الترتيب الأبجدي باللغة العربية، المعمول به في الأممالمتحدة، تسلّمت مملكة البحرين، رئاسة الدورة ال28، ممثلة بالدكتورة الشيخة رنا بنت عيسى آل خليفة، الوكيلة المساعدة للشؤون العربية والأفروآسيوية والمنظمات في وزارة الخارجية البحرينية. فيما حلّت كل من الجمهورية التونسية نائباً أولاً للرئيس، ممثلة بالسيد جلال السنوسي، مدير التعاون متعدد الأطراف في وزارة الشؤون الخارجية، ودولة الإمارات العربية المتحدة نائباً ثانياً، ممثلة بالسيد محمد صالح الشلواح. وتولّت جمهورية السودان مهام المقرّر، ممثلة بالسيد عبد العزيز محمد مبروك، مدير عام التجارة الخارجية في وزارة التجارة. أعمال اليوم الأول وبعد انتخاب مكتب الدورة، استهلّت أعمال اليوم الأول بمناقشة التطورات الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة العربية للفترة 2013-2014 ونتائج المنتدى العربي الرفيع المستوى حول التنمية المستدامة، الذي عقد في العاصمة الأردنية، عّمان، في شهر أفريل 2014، ونشاطات الإسكوا ضمن إطار السنة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني (2014). كما ناقش المشاركون اليوم مشروع الإطار الاستراتيجي لفترة السنتين 2016-2017 وتقرير الأمينة التنفيذية عن أنشطة الإسكوا، بما في ذلك التعاون الفني والخدمات الاستشارية الإقليمية. ومن المقرر أن تناقش الدورة غداً على مستوى كبار المسؤولين أيضا مشروع إنشاء لجنة حكومية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من اجل التنمية وإنشاء مركز عربي للتكامل التجاري والاقتصادي، على أن تصدر توصيات لرفعها إلى الاجتماعات الوزارية التي تبدأ بعد يوم غدٍ الأربعاء. تجدر الإشارة إلى أنّ الجمهورية التونسية تستضيف الدورة ال28 للإسكوا من 15 سبتمبر إلى 18 منه تحت عنوان "العدالة الاجتماعيّة في السياسات العامة للدول العربيّة" وبرعاية رئيس الجمهورية السيد منصف المرزوقي. الإسكوا هي إحدى اللجان الإقليمية الخمس التابعة للأمم المتحدة. وتشكل جزءاً من الأمانة العامة للأمم المتحدة وتعمل تحت إشراف المجلس الاقتصادي والاجتماعي. وهي توفر إطاراً لصياغة السياسات القطاعية للبلدان الأعضاء ومواءمتها، ومنبراً للالتقاء والتنسيق، وبيتاً للخبرات والمعرفة، ومرصداً للمعلومات. وتهدف الإسكوا إلى دعم التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين بلدان المنطقة وتحفيز عملية التنمية فيها من أجل تحقيق التكامل الإقليمي. وقد انضمّت كلّ من الجمهورية التونسية وليبيا والمملكة المغربية إلى عضوية الإسكوا في شهر سبتمبر 2012 ليصبح عدد أعضاء اللجنة 17 بالإضافة إلى المملكة الأردنية الهاشمية، والإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، والجمهورية العربية السورية، وجمهورية السودان، وجمهورية العراق، وسلطنة عُمان، وفلسطين، ودولة قطر، ودولة الكويت، والجمهورية اللبنانية، وجمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية، والجمهورية اليمنية.