نظرت اليوم الدائرة الجنائية بالمحكمة الإبتدائية بتونس في قضية متهم فيها رجل وابن شقيقه تعلقت بهما تهمة القتل العمد. وقد أحضر المتهمان موقوفان، كما حضر لسان الدفاع سواء في حق القائمين بالحق الشخصي أو في حق المتهمين وتم استنطاقهما وأنكر الأول أن يكون تعمد قتل الهالك وذلك برشه بمادة «الديليون» مبينا أن ما حدث كان من قبيل المزاح حيث أن عمّه أقدم على رش الهالك بمادة «الديليون» عندما كان الأخير يدخن سيجارة فسقط عقبها على ملابسه فالتهمته النيران حينها سارع برشه بمحتوى قارورة بلاستيكية ظنا منه بأنها تحتوي على الماء في حين أنها كانت «ديليون». وقال المتهم الثاني خلال استنطاقه أنه في اطار المزاح مع الهالك رشه بمادة «الديليون» فرد الفعل وأن المجني عليه سارع بغسل وجهه وملابسه لإزالة تلك المادة، نافيا أن يكون دخل في خلاف مع الهالك فرشه بتلك المادة وأضرم فيه النار. ورافعا دفاع القائمون بالحق الشخصي ولاحظا أن الركن القصدي متوفر في هذه القضية وأن المتهمين تقاسما الأدوار فيما بينهما فالأول رش الهالك بمادة «الديليون» واضرم فيه النار والثاني رشه بدوره بنفس المادة رغم علمهما أنها مادة حارقة وسريعة الإشتعال، وطلبا الحكم بإدانتهما. أما محامية المتهم الأول فلاحظت أن الركن القصدي غير متوفر وأن موكلها كان يظن ان القارورة التي رش بواسطتها الهالك كانت على الماء وليس الديليون وطلبت اعتبار الفعلة من قبيل القتل على وجه الخطأ. وطلبت محامية المتهم الثاني نفس طلب الأولى، فقررت المحكمة حجز القضية اثر الجلسة للتصريح بالحكم. وتعود وقائع القضية الى يوم 27 أوت 2011 عندما تلقى أعوان الأمن بمنطقة الحرس الوطني بالعقبة مكالمة هاتفية من النيابة العمومية مفادها تعرض شخص وهو تلميذ يبلغ من العمر 16 سنة الى الحرق وأنه توفي في اليوم الثاني من العملية، فانطلقت بذلك التحريات وتبين أن يوم الواقعة جدّ خلاف بين المتهميْن والهالك بعد أن نعت أحدهما بنعت لم يعجبه فقام برشه بمادة «الديليون» وأضرم فيه النار في حين تولى الثاني رش الهالك بتلك المادة مما تسبب في تعرضه الى حروق بليغة أدت الى وفاته في اليوم الثاني من الحادثة بمستشفى الحروق البليغة ببنعروس.