قبل سنوات ثرنا وقمنا بثورة رائعة هزّت العالم بأسره وبعدها اعتقدنا انّ كلّ شيء سيثور على الماضي التعيس وعلى المسامر المصدّدة وعلى الكسالى والنائمين في العسل وعلى الناهبين والسالبين لأموالنا وحريتنا اعتقدنا أن تلفزاتنا ستثور على البرمجة الرثة وعلى القلوب المريضة ستحلّ برمجة جديدة متطوّرة ومتألقّة ورفيعة المستوى تقدّم أجمل البرامج والمنوعات لمشاهديها التونسيين الطامحين لما هو أعلى غير أن الحال ظلّ كما هو بل زاد تعاسة فلا جديد في قناة حنبعل نفس التعاسات التي يقدّمها لنا عبد الرزاق الشابي والذي حوّل هذه القناة الى قناة الربوخات والرويّق البارد ونمضي الى قناة نسمة التي تطنب في اشهار نفسها وهي أسيرة في أيدي الأتراك الذين يقدمون أتفه المسلسلات هذه هي قناة نسمة التي لا تنتج شيئا تونسيا لحما ودما انّما ترتمي في أحضان حثالة العثمانيين أما القناة الأولى فيبدو أن مسؤوليها بايعينها بلفتة لا يجتهدون في شيء لأنهم باختصار يتقاضون شهاري تضرب تصرع لذلك أمر البرمجة الجديدة والمتطوّرة لا يعنيهم على الاطلاق انها قناة لا يهتم بها التونسي لا من قريب ولا من بعيد باختصار هي خسارة فلوس طبعا فلوس الشعب التونسي