حاول أن تفهم: الحكومة ترقص وتغنّي عن إنتعاش التصدير والسياحة والاقتصاد.. والبنك المركزي ينعى الدينار التونسي ويندب فقدان العملة الصعبة..!!!!! -- -- -- -- -- … وفقا لآخر الأرقام الصّادرة عن البنك المركزي التونسي يوم أمس الخميس 2 أوت 2018.. فإنّ احتياطي تونس من العملة الصعبة تراجع إلى عتبة 70 يوم توريد فقط.. بموجودات تعادل 10742 مليون دينار تونسي.. وبذلك فقد تقلّصت موجودات تونس من العملات الأجنبيّة من حوالي 100 يوم خلال نفس الفترة من سنة 2017.. إلى حوالي 70 يوما حاليّا خلال سنة واحدة لا غير..!! ووفقا لنفس الأرقام فإنّ قيمة الدولار الأمريكي الواحد ناهزت 2.688 دينار تونسي.. وقيمة الأورو ناهزت 3.147 دينار تونسي.. وهو ما يعني تواصل إنهيار الدينار التونسي بشكل كارثيّ..!!! - يحدث هذا التراجع بالرغم من أنّ رئيس الحكومة يوسف الشاهد أكّد منذ بضعة أيّام فقط في مداخلة أمام البرلمان بأنّ الصادرات التونسيّة زادت بنسبة 26% منذ بداية السنة.. وبنسبة 43% منذ استلم هو رئاسة الحكومة.. وهو ما كان يفترض معه تزايد مداخيل تونس من العملة الصعبة المتأتّية من التصدير..!! ويحدث هذا التراجع برغم أنّنا في بداية شهر أوت.. أي تماما في منتصف الموسم السياحي.. والذي تزداد فيه مداخيل الدولة من العملة الصعبة المتأتّية من السيّاح.. خاصّة وأنّ رئيس الحكومة أكّد أنّ هذا الموسم السياحي استثنائيّ.. وشهد زيادة كبيرة في عدد السيّاح.. خاصّة الأوروبيّين منهم..!! ويحدث هذا التراجع برغم أنّنا في بداية شهر أوت.. أي تماما في ذروة موسم عودة المهاجرين التونسيّين من الخارج لقضاء عطلهم السنويّة ببلادهم.. والمهاجرين كما نعلم هم مصدر أساسي لواردات العملة الصعبة في تونس.. ويبلغ عددهم ما يفوق مليون مهاجر تونسي بالخارج.. يعود مئات الآلاف منهم صيفا إلى الوطن ومعهم ما يعادل مئات ملايين الدينارات بالعملة الصعبة.. سواء نقدا أو عبر الوسائط المصرفيّة المختلفة.. - فإذا لم يرفع كلّ ذلك مجتمعا احتياطات تونس من العملة الصعبة في مثل هذا التوقت تحديدا.. وقد كان الجميع يتوقّع ارتفاعها مع الموسم الصيفي الحالي.. كما يحدث عادة في كلّ سنة.. فيعني ذلك أحد الإستنتاجات التالية: - أمّا أنّ الأرقام الرسميّة والمؤشّرات الصادرة عن الحكومة ورئيسها كاذبة ومغلوطة ومزيّفة..!! - أو أنّ الأرقام الصادرة عن البنك المركزي التونسي كاذبة ومغلوطة ومزيّفة..!! - أو أنّ أزمة الدينار التونسي واحتياطات العملة الصعبة أصبحت مشكلة هيكليّة عميقة في تونس.. وهي مستمرّة في الإنحدار للأسفل وليست مجرّد مشكلة ظرفيّة أو وقتيّة..!! - أو أنّ ثغرة كبرى أصابت المنظومة الماليّة التونسيّة.. بحيث أصبحت النسبة الغالبة من العملة الصعبة المتأتّية من مختلف الروافد الاقتصاديّة لا تدخل الدورة الاقتصاديّة القانونيّة العاديّة.. ولا يقع ضخّها في النظام المصرفي المنظّم.. لأسباب مختلفة..!! - أو أنّ جميع هذه العوامل معا.. أو أغلبها.. هي المسؤولة عن تراجع إحتياطيّ تونس من العملة الصعبة الذي هو باق ويتمدّد كما نلاحظ..!! - في الأثناء فالجميع مشغول بمن سيكسب الحرب على السلطة.. هل هو رئيس الجمهورية السبسي وابنه.. أم هو رئيس الحكومة الشاهد..؟؟!! ومع من ستقف النهضة في الأخير..؟؟!!