قامت في الآونة الأخيرة بعض الأصوات النشاز النكرات المعروفة والمشهورة بمعارضة كل عمل ديني نافع توارثه التونسيون منذ سنوات تنادي بإلغاء وتعطيل ومنع وإبطال وايقاف رفع الآذان من الجوامع باستعمال مكبرات الصوت او ما يعرف تقنيا بالمضخمات بحجة انها مزعجة للنائمين والرافضين والغافلين عن اداء الصلوات وخاصة في صلاة الفجر والعصر حين يكون هؤلاء نائمين بين مشخرين ومشخرات ناسين او غافلين ان هذه الدعوى النشاز الغريبة قد قامت في آخر عهد بن علي ومن قبله في آخر عهد بورقيبة وكانت نهاية عهديهما بعيد (برفع الباء) هذه الدعوة سريعة ماساوية غريبة.. فقد قامت في اخر الثمانينات جماعة من الذين يقولون ويعلنون ويروجون انهم من المثقفين ومن المثقفات ومن الذين ينزعجون ويغضبون بمجرد سماع الفاظ الآذان ترن وتصدع بكلمات التكبير والشهادة والتوحيد والدعوة الى الصلاة وتبشر المستجيبين لها في المساء وفي الصباح بالفلاح وبالنجاح تدعو الى اخماد صوت هذا الآذان في كل وقت وفي كل مكان فهب التونسيون المسلمون قاصدين المعتمديات ومقرات الولايات رافضين ومعارضين لهذه الدعوات داعين رب الأرض والسماوت على من يريدون اخماد صوت الآذان بشر وابشع الدعوات فلم يلبث نظام بورقيبة غير قليل حتى قضى عليه الى الأبد انقلاب مفاجئ لم يتوقعه ولم يتصوره احد وعاد الأذان قويا ملعلعا اكثرفي السماء اكبر واقو ى مما كان بل زاد بن علي ان فرضه في لأذاعة وفي التلفزيون رغم انف من يعارضون ومن يكرهون ... وتعود الدعوة الى اخماد صوت الاذان من جديد في عهد بن علي وهبّ التونسيون المسلمون ايضا من جديد الى مقرات المعتمديات و الولايات محذرين من استجابة الحكومة الى هذه الدعوة الغربية ومذكرين ما كان من اثرها في عهد بورقيبة اي في سالف السنوات فلم يلبث التونسيون غير قليل حتى سقط نظام بن علي بثورة شعبية عاصفة ناسفة وبقي الاذان ايضا شامخا صادحا رفيعا قويا كما كان دائما وابدا في القرون وفي السنوات السالفة وبناء على هذا المنطق وعلى هذا الأساس فاننا لا نظن ان الحكومة الحالية وهي حكومة تضم الفئة والحركة النهضوية ستسجيب لدعوة اقلية غير قوية في اخماد او تصغير صوت الاذان في بلاد التونسيين واغلبهم من ذوي المرجعية الدينية التي تريد وتطلب وتحرص على سماع الآذان عاليا بكرة وعشيا مذكرا بعظمة الله وبالرسالة الخالدة المحمدية وبوجوب اداء الصلاة التي هي عماد او روح الديانة السماوية الربانية ثم وقبل كل هذا وبعده فاننا نسال هؤلاء القلة النشاز الداعين الى اخماد او تصغير او تحجيم صوت الأذان بحذف المكبرات والمضخمات هل يدوم صوت هذا الاذان ساعة ام ساعات؟ ام دقائق معدودات؟ اما اذا كنتم لا تتحملون سماع الاذان بالصفة الضخمة الحالية قرابة خمس دقائق متفرقة على 24 ساعة يومية فلا شك انكم تعانون حالة مرضية عصيبة تمنعكم وتعيقكم من حياة عادية طبيعية فليس دواؤكم إذن في تخفض او اخماد او تصغيرصوت الاذان وانما دواؤكم لو تدرون وتعلمون في مستشفيات ومصحات وعيادات الأمراض العصبية التي ننصحكم ان تتوجهوا اليها وان تقصدوها في اقرب وقت وفي اسرع اوان اما نحن المستبشرون والمتبركون بارتفاع صوت الاذان بالمضخمات وبالمكبرات فلا يسعنا الا ان ندعو لكم بالشفاء العاجل القريب النافع عند كل آذان وعند كل صلاة..