يظهر من المؤشرات والأحداث المتسارعة التي تحصل أن سنة 2019 والتي هي عام الانتخابات ستكون زاخرة بالمفاجآت حيث انه لم تعد هناك مقاييس واضحة يمكن من خلالها رسم مشهد سياسي وحزبي ثابت بل السمة التي باتت غالبة هي التحول وعدم الاستقرار على وضع وحال. أولى هذه المفاجآت الاعلان عن التوافق والنية للشراكة بين حركة النهضة ومشروع تونس الذي يتزعمه محسن مروق حيث تأتي هذه الخطوة بعد خلافات كثيرة وكبيرة بين الطرفين كان الاعلام أحد ساحاتها . رسميا أعلنت النهضة عن ذلك عن طريق رئيس مجلس شورتها عبد الكريم الهارونيعن هذا الأمر أي انتهاء الخلافات بينها وبين مشروع تونس لكن الأمر لم يقف هنا بل أن هناك تقاربا آخر مع حزب المبادرة . ما صرنا نتحدث عنه وفق ما وصلنا هو حوار ومفاهمات تحصل في الكواليس بين عديد الأطراف منها النهضة والائتلاف الوطني وهو كتلة برلمانية وأيضا مشروع تونس والحزب الجمهوري وحزب المبادرة والمسار . هذا التقارب ومشروع التحالفات الجديد والذي بدئ الاعلان هنه قطرة قطرة لم يخرج عن تأثير بطريقة ما من قبل رئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي يسعى بكل جهده لإنجاح هذه الخطوة ليكون المتحالفون الجدد خياره في التعديل الحكومي القريب بعد ان انهى علاقته بالنداء لكن من دون اعلان رسمي . بالتالي فان ما قاله الهاروني كون الخلافات بين النهضة والمشروع بما في ذلك الايديولوجية انتهت وهو تصريح واعلان يعكس حصول اتفاق ما لكن مسألة انتهاء الخلافات و"الصراع" الايديولوجي صعب نوعا ما حيث أن ما جمع كل هذه الأطراف هو المصالح والسياسة هي فن تحقيق المصالح ولو بين الخصوم والأعداء. من هنا فان ما سنراه بعد فترة لن تطول هو حكومة متنوعة ستجمع كل هذه الأحزاب لكن من دون النداء ليبقى السؤال : هل فعلا يمكن ان يصمد هذا التحالف الجديد الى ما بعد انتخابات 2019؟ محمد عبد المؤمن