شهادة الجنرال رف بودلي: لقد كان محمد صلى الله عليه سلم على نقيض من سبقه من الأنبياء إذ لم يكتف بالمسائل الإلهية بل تكشفت له الدنيا ومشاكلها فلم يغفل الناحية العملية الدنيوية في دينه فوفق بين دنيا الناس ودينهم وبذلك تفادى أخطاء من سبقوه من المصلحين الذين حاولوا خلاص الناس عن طريق غير عملي، لقد شبه الحياة بقافلة مسافرة يرعاها إله وأن الجنة نهاية المطاف وظلت أخلاقه ثابتة لا تتبدل أيا كلن العمل الذي يعمله سواء أكان يرعى غنمه في سكون البادية أم يبيع عطوره أو أنماطه في دمشق ولم تتبدل أمانيه ولم يتغير صدقه بل بقيت فضائله ثابتة على الأيام حتى لقب "بالأمين" ولم تفتنه النساء قط ولم تفتنه الشهوات أيضا وبقيت غرائزه الجنسية مهذبة وكان حاضر البديهة عذب الحديث ميالا إلى معاشرة الناس معتنيا دائما بملابسه وهندامه فكان يلبس للخيام ملبسا وللطريق ملبسا ويعتني بلباسه غاية العناية إذا ما كان في الدار وكان يهتم بعمامته وكانت ملابسه نظيفة أبدا وكان يفضل البياض وإن كان قد لبس الألوان الزاهية في أيامه الأخيرة وما كان محمد ثرثارا وإن كان صادق الترحاب بمن يقبل عليه وكان على سليقته العربية لا يتكلم إلا إذا كان هناك ما يصلح للحديث وقد أعلن أن من الإيمان الأعراض عن اللغو. شهادة ليون تولستوي ورد الإمام محمد عبده: (لا ريب أن هذا النبي من كبار الرجال المصلحين الذين خدموا الهيئة الاجتماعية ويكفيه فخرا أنه هدى أمته برمتها إلى نور الحق وجعلها تجنح للسلام وتكف عن سفك الدماء وتقديم الضحايا ويكفيه فخرا أنه فتح لها طريق الرقي والتقدم وهذا عمل عظيم لا يفوز به إلا شخص أوتي قوة وحكمة وعلما). وقد كان لهذه الشهادة من الفيلسوف الروسي ليون تولستوي صداها في أنفس من عاصره من علماء المسلمين فقال على لسانهم الإمام محمد عبده الذي كتب له قائلا: أيها الحكيم الجليل مسيو تولستوي لم نحظ بمعرفة شخصك ولكنا لم نحرم التعارف على روحك سطع علينا نور من أفكارك وأشرقت في آفاقنا شموس من آرائك، الفت بين نفوس العقلاء ونفسك، هداك الله إلى معرفة سر الفطرة التي فطر الناس عليها ووفقك إلى الغاية التي هدى البشر إليها فأدركت أن الإنسان جاء هذا الوجود ليثبت بالعلم ويثمر بالعمل ولا تكون ثمرته تعبا ترتاح به نفسه وسعيا يبقى ويربى جنسه وشعرت بالشقاء الذي نزل بالناس لما انحرفوا عن سنة الفطرة... ونظرت نظرة في الدين مزقت حجب التقاليد ووصلت بها إلى حقيقة التوحيد ورفعت صوتك تدعو الناس إلى ما هداك الله إليه وتقدمت أمامهم بالعمل لتحمل نفوسهم عليه كما كنت بقولك هاديا للعقول كنت بعملك حافزا للعزائم والهمم وكما كانت آراؤك ضياء يهتدي بها الضالون كما كان أمثالك في العمل إماما يقتدي به المسترشدون وكما كان وجودك توبيخا من الله للأغنياء كان مددا من عنايته للضعفاء الفقراء وإن ارفع مجد بلغته واكبر جزاء نلته علي متاعبك في النصح والإرشاد هو هذا الذي سماه الغافلون بالحرمان). نظرة نبي الإسلام للمرأة تلفت انتباه كبار المفكرين: * يقول اندريه سرفيه في كتابه: الإسلام ونفسية المسلمين (لا يتحدث هذا النبي عن المرأة إلا في لطف وأدب كان يجتهد دائما في تحسين حالها ورفع مستوى حياتها لقد كانت النساء قبله لا يرثن بل كن متاعا يورث لأقرب الرجال وكأنهن حلل أو رقيق وعندما جاء الرسول قلب هذه الأوضاع فحرر المرأة وأعطاها حق الإرث. لقد حرر محمد المرأة العربية ومن أراد التحقيق بعناية هذا النبي بها فليقرأ خطبته في مكة التي أوصى فيها بالنساء خيرا وليقرأ أحاديثه المختلفة). * ويقول المسيرو ريفيل (لو رجعنا إلى زمن هذا النبي لما وجدنا عملا أفاد النساء أكثر مما فعله هذا الرسول فالنساء مدينات لنبيهن بأمور كثيرة رفعت مكانتهن بين الناس) * ويقول العالم الألماني دريسمان: (لقد كانت دعوة محمد إلى تحرير المرأة السبب في نهوض العرب وقيام مدنيتهم وعندما عاد أتباعه وسلبوا المرأة حقوقها وحريتها كان ذلك من عوامل ضعفهم واضمحلال قوتهم). - وأوردت جريدة المونيتير الفرنسية شهادة في هذا السياق حيث قالت (لقد أحدث الإسلام ونبيه تغييرا شاملا في حياة المرأة في المجتمع الإسلامي فمنحها حقوقا واسعة تفوق في جوهرها الحقوق التي منحناها للمرأة الفرنسية...) - ويتوقف الكونت دي كاستري عند عقد الزواج في الإسلام فيقول (إن عقد الزواج عند المسلمين عقد يخول للمرأة حقوقا أدبية وحقوقا مادية من شانها إعلاء منزلة المرأة في الهيئة الاجتماعية فلها أن تشترط على زوجها عدم التزوج بغيرها وغير ذلك من الشروط فان لم يف بهذه الشروط جاز للمرأة أن تطلب الطلاق). غاندي ونبي الإسلام: يقول المهاتما غاندي: (لقد كان محمد نبيا عظيما، وكذلك كان المسيح، ولقد أصبحت اعتقد أنهما كانا لا ينشدان إلا الحق ولا أجد جديدا فيما أقوله الآن. وكانا يخافان الله... وإنما اصف فقط ما يخامر نفسي لقد لاقى محمد كثيرا من الاضطهادات، لكنه كان شجاعا لم يخف غير الله ولم يرهب أي إنسان كان النبي العظيم فقيرا زاهدا في متاع الدنيا في الوقت الذي كان يستطيع باحث عن الحقيقة مثلي أن لا يطأطئ الرأس أمام هذه الشخصية التي لم تعمل إلا من اجل مصلحة البشرية)