"لماذا نجح الاضراب؟" و"العبث في أسوا تجلياته .. الشاهد يحول الاضراب الى عطلة مدرسية" و"ماذا بعد الاضراب؟" و"في رسائل الاضراب العام" و"في خطاب نور الدين الطبوبي أمس .. الاتحاد معني بانتخابات 2019"، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الجمعة. تطرقت جريدة (الصحافة) في افتتاحيتها اليوم، الى الاضراب العام في الوظيفة العمومية الذي عاشت على وقعه تونس أمس الخميس معتبرة أن هذا الاضراب الناجح أكد مدى الالتفاف حول الاتحاد العام التونسي للشغل والتجاوب الكبير مع خياراته وقراراته من قبل مختلف النقابيين ومنتمين للمجتمع المدني وأعوان قطاع الوظيفة العمومية وغيرهم من المنتسبين لقطاعات مهنية أخرى عبرت عن تضامنها مع مطالب الاتحاد باعتباره بات المدافع الوحيد عن المقدرة الشرائية للمواطن وباعتبار أن الزيادة في الاجور تمثل استحقاقا في ظل تدهور مستوى معيشة المواطن التونسي بعد الثورة بنسبة كبيرة وغير مسبوقة بلغت الاربعين بالمائة وجعلته يعيش في دوامة التداين المجحف أو الخصاصة وعدم القدرة على تأمين الحاجيات الاساسية لاسرته. وأضافت أن معركة الاتحاد اليوم هي من أجل الشغالين وليست سياسية مثلما يسعى البعض للتسويق لذلك ببث الاشاعات المغرضة والتهجم على مناضلي المنظمة، ولو أن من حق الاتحاد أن تكون له كلمة في الحياة السياسية كمنظمة نقابية عريقة وكأحد مكونات رباعي الحوار الوطني الحاصل على جائزة نوبل للسلام فضلا عن دورها الوطني البارز على مر تاريخها ومساهمتها في حل العديد من القضايا السياسية، وانما معركة الاتحاد اجتماعية واقتصادية سعيا لتحقيق العدالة الاجتماعية وتحميل أعباء الخيارات الاقتصادية لمن يجب أن يتحملها، وفق ما جاء بالصحيفة. وفي سياق متصل اعتبرت، ذات الصحيفة، أن تحويل حكومة الشاهد الاضراب العام الى "عطلة مدرسية وجامعية" هو "العبث" في أسوا تجلياته لارباك السير الطبيعي للاضراب بمحاولة احداث شرخ بين منظوري الاتحاد العام التونسي للشغل مشيرة الى أن قيادة المنظمة تلقت رسائل الشاهد التصعيدية وسيكون ردها مرتبطا بما ستقرره الهيئة الادارية التي ستنعقد غدا السبت للنظر أو بالاحرى لتقرير الاشكال التصعيدية القادمة للرد على الحكومة ورئيسها الذي يبدو أنه اغتر بأغلبيته المريحة في المجلس النيابي مما دفعه الى التصرف باستعلاء وعنهجية مع المنظمة الشغيلة بدل البحث عن حلول ولو دنيا حتى تنجو البلاد مما تردت فيه. ورأت أن حكومة الشاهد المنتصرة بالاسناد الاخواني غير مؤهلة لمواجهة المنظمة بثقلها القاعدي ولها في التاريخ البعيد والقريب أكثر من عبرة فالاتحاد العام التونسي للشغل لم يخسر ولو معركة وحيدة في مواجهاته المباشرة مع السلطة ما قبل وما بعد الثورة، حسب ما ورد بالصحيفة. وأشارت (الصباح) في ورقة خاصة، الى أن يوم 22 نوفمبر 2018 سيظل موعدا حاضرا في أذهان التونسيين الذين عاشوا أطوار أول اضراب عام في البلاد بعد الثورة والثاني منذ ما عرف بالخميس الاسود يوم 26 جانفي 1978 مع اختلاف مهم وهو أن اضراب أمس مر في مناخ اجتماعي سلمي وفق أقره الدستور وفي اطار احترام ثقافة الاختلاف في الرأي مبرزة أن هذا هو مربط الفرس وأهمية توقف محتلف الاطراف السياسية والنقابية عند هذا الدرس والتساؤل جديا ماذا بعد الاضراب؟ وكيف يمكن تجاوز كلفته الباهظة ليس اقتصاديا وماليا فحسب بل وأيضا سياسيا بالنظر الى الرهانات التي تستعد لها البلاد؟. وأضافت أنه لا شك أن الساعات القليلة القادمة وما ستشهده قمة باردو غدا السبت مع انطلاق مناقشة الميزانية لسنة 2019 من رسائل سياسية بالتوازي مع ما سيتمخض عنه اجتماع الهيئة الادارية لقيادات الاتحاد وما سيفرزه اليوم المجلس الوزاري برئاسة رئيس الجمهورية، الباجي قائد السبسي، ما قد يكون كفيلا بتلخيص المشهد وما اذا ستتجه البلاد الى استعادة هيبتها أو الى الوقوع في مزيد الخيبات. وسلطت (المغرب) في مقال بصفحتها الرابعة الضوء على خطاب الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، أمس الخميس، مشيرة الى أن الطبوبي كرر استخدام تقسيم "هم ونحن" على مسمع الالاف من النقابيين المشاركين في التجمع الخاص بالوظيفة العمومية للتأكيد وطبع الصورة الذهنية الجديدة في عقول النقابيين. وأوضحت أنها صورة تقوم على ثنائية "هم" والمقصود بها جزء من الطبقة السياسية التي وصفها بالمراهقين السياسيين لم تنجح في حل مشاكل التونسيين التي من أجلها وقع انتخابهم كما أنهم في عزلة اذ لم يستطيعوا أن يلتحموا ب"القاعدة الشعبية"، و"نحن" وهي الزخم وأبناء الشعب المجتمعون في ساحة باردو وفي الجهات بدعوة من الاتحاد العام التونسي للشغل، "نحن" التي يستعملها الطبوبي ليحدد هوية النقابيين تقوم على أنهم "أبناء تونس البررة" واصحاب بوصلة "وطنية بخيارات شعبية حقيقية". وأضافت أن خطاب الامين العام للمنظمة الشغيلة قام في كل أجزائه على هذه الثنائية فمقابل كل فشل للحكومة وللطبقة السياسية نجد "نحن" الذين سيعدلون "البوصلة" والتعديل يتضمن المقدرة الشرائية التي اهترأت جراء الخيارات الليبرالية المتوحشة ل"هم" الذي وسم أفعالهم ب"العار"، حسب ماورد بالصحيفة.