في بلاغ أصدره مساء يوم أمس الخميس – وفي خطوة مفاجئة – دعا المكتب الجهوي للجامعة العامّة للتّعليم الثّانوي بصفاقس كافّة أساتذة التّعليم الثّانوي وأساتذة التّربية البدنية بالمدارس الإعدادية والمعاهد الثّانوية بالجهة إلى عدم الالتحاق بمؤسّساتهم التّعليمية اليوم الجمعة والتّوجّه منذ السّاعة الثّامنة صباحا إلى المندوبية الجهوية للتّربية صفاقس 1 للاعتصام هناك. وقد توافد الأساتذة بالمئات على مقرّ المندوبية منذ الصّباح الباكر لكنّهم وجدوا أبوابه موصدة بسبب قرار وزير التّربية إغلاق مقرّات المندوبيات الجهوية بمختلف جهات الجمهورية لمنع الأساتذة من الاعتصام بها – وهو ما أدّى بالأساتذة إلى الاعتصام بالسّاحة الخارجية للمندوبية. في حدود السّاعة 11.00 من هذا الصّباح انطلق الأساتذة في مسيرة حاشدة جابت شوارع المدينة واتّجهوا نحو مقرّ ولاية صفاقس لتنظيم وقفة احتجاجية. وخلال هذا الحراك الاحتجاجي تمّ ترديد عديد الشّعارات مثل "ياوزير الطرابلسية بن علي في السعودية" و"يا وزير المنشار راك تقاوم في الأحرار" و"يا حكومة الارتهان المربّي لا يهان" و"ويا وزير الاقتطاع هز يديك عالقطاع" و"شادّين شادّين في حقوق المربّين" و"يا حكومة الفشل الرّحيل هو الحلّ" و"يا بن سالم يا جبان المربّي لا يهان" و"وحدة وحدة من فولاذ التّلميذ والأستاذ" و"يا عصابة السرّاق مطالبنا استحقاق" و"الشّوارع والصّدام حتّى يسقط النّظام" و"وين فلوسك يا خدّام عند النّهضة والأزلام" وغيرها من الشّعارات. ما يلاحظ هو المشاركة المكثّفة لأساتذة صفاقس في هذا الحراك الاحتجاجي الذي جاء كردّ فعل على ما أسماه الطّرف النّقابي تعنّت الوزارة وتهديداتها وتمسّكها بالاقتطاع التّعسّفي وغير القانوني من رواتب شهر ديسمبر الجاري. من جهة أخرى طلبت الجامعة العامّة لأساتذة التّعليم الثّانوي من منظوريها عدم استئناف العمل إلى غاية تراجع الوزارة عن قرارها الخاصّ بالاقتطاع من المرتّبات. بسبب هذا القرار لم يخف أولياء التّلاميذ قلقهم المتزايد وحيرتهم بسب الضّرر الذي سيلحق أبناءهم جرّاء هذا التّصعيد وانعكاساته السّلبية على الأجواء داخل المؤسّسات التّربوية وعلى مستقبل ومصير التّلاميذ.