بعد العرض الأول للممثلة الكبيرة جميلة الشيحي " ولد اشكون " ها هو نضال السعدي يعتلي و لأوّل مرّة خشبة مسرح الهواء الطلق ببنزرت كممثل، أمام حوالي 7 آلاف متفرجا، ليقدم لهذا الجمهور العريض بنزرت مسرحية " لا هكا و لا هكا " و بالفعل هي لا هكا و لا هكا إذا أردنا تبويبها مسرحيا فلا هي من نوع " وان مان شو " و لا هي بالمسرحية المتعددة الممثلين بل هي سرد لسيرة ذاتية عاشها الممثل بين الخارج و تونس. ولمدّة ساعتين و نضال يصول و يجول أمام جمهور أغلبه من فئة الشباب و 70 بالمئة منه من الفتيات و النساء ليتناول العديد من القضايا في شكل كوميدي ساخر تراوحت خاصة في مقارنات بين ما عاشه في المهجر منذ إن كان سنّه 10 سنوات و بين محاولة تأقلمه في وطنه الأم تونس بعد رجوعه و قد تناولت هذه المقارنات عديد المجالات كالتعليم ( كتلميذ تربي في بداية التحاقه بالمدرسة العمومية بتونس على " العصا" لمن يهمل واجباته ليتفاجأ بوسيلة دفتر المراسلات مع ولي التلميذ إذا ما أهمل وجباته المدرسية) ليتعرض تباعا لقضايا العنصرية و الارهاب ( لا على الطريقة المتداولة ) و الصحة و العلاقة بين الأزواج و الفساد الإداري (في البلديات و المستشفيات و الديوانة بقوله هيا عاد افرح بنا ) بدون أن يخرج عن عادة سيئة في مسرحنا هي الايحاءات الجنسية و الألفاظ المبتذلة. ربما ما ميّز عرض نضال السعدي أوّلا هو استعمال بطريقة ذكية بالتوازي مع سير المسرحية هو بثّه لشريط تمّ تصويره في بنزرت عبر شاشة كبيرة " data show " فضلا عن نقل أحداث المسرحية عبر نفس الشاشة و ثانيا اشراكه للعديد من الوجوه المعروفة من الفنانين و الشخصيات العامة نكر منهم الشاب بشير و عزيز جبالي ليقدما مباشرة في اطار المسرحية أغنية " الصبابة ولوا باندية " و التي تفاعل معها الجمهور و ردّدها كلمة كلمة فضلا عن حضور كل الوجوه التي تشاركه في منوعة " نهار الأحد ما يهمّك في حدّ " على خشبة المسرح على غرار مصطفى و الأمريكي "جويلان" و أيضا بعض الراقصات الافريقيات على وقع موسيقى افريقية أيضا قدمتها مجموعة من بلدان مختلفة من افريقيا على غرار ساحل العاج و غانة و الكامرون و غيرها. لكن ما يعاب على نضال كممثل أنّه في بداية العرض وظف بعض التراث الغنائي البنزرتي و أيضا جمعية " السي آبي " كتمهيد لشد الجمهور إليه و أيضا مع النهاية مطّط عرضه باقحام بعض المواضيع الهامشية إلى درجة أنّك لا تعرف متى سينتهي هذا العرض إضافة إلى معضلة المشاكل التي تسببت فيها كالعادة المعدات السمعية و التي لم تعد متناسقة مع حجم مهرجان بنزرت الدولي و لكن و رغم ذلك و أمام التشكيك في امكانيات نضال السعدي كممثل من امكانية اعتلائه مسرح مهرجان قرطاج الدولي نقول و أن نضال تحصل من بنزرت على تأشيرة عبور إلى كل المهرجانات لأنّ جمهور بنزرت هو فعلا مثل المحرار لقيس النجاحات ... هوامش : *في الندوة الصحفية التي عقدت بعد العرض أجاب نضال السعدي على كلّ الأسئلة المطروحة و كل النقد بكل أريحية بعيدا عن التشنجات و العنتريات...التي عرفناه من بعض العارضين بالمهرجان. *اشكالية تجاوز عدد الحضور الفعلي في المهرجان من المتفرجين مقارنة مع عدد التذاكر التي تمّ بيعها رسميا، و التي هي بالآلاف مازال يفرض أكثر من سؤال خاصة بالنسبة للعروض التي تعتمد على الشباك و هذا المشكل متواصل منذ الدورات السابقة إلى اليوم و نقطة استفهام كبيرة لهذه المعضلة؟ *مازال مشكل التنظيم خاصة في الكراسي الشرفية يطرح أكثر من سؤال حين نرى أبناء و بنات صغار يرتعون فيها و عليها بلا " دستور " على أساس المحاباة و الإعلاميون بدون مكان لائق بهم لتسهيل مهامهم قد يهدّد بمقاطعة تغطية فعاليات هذه الدورة فيما تبقى من العروض حسب ما استقيناه من بعض الزملاء؟