مفترق الطّريق الحزاميّة و مدخل مدينة أكودة...عجوز في التّسعين يأتون بها صباحا...يضعونها عند المفترق و ينصرفون...يتركونها لتسوّلها ...يعودون إليها بعد ساعات...مطر الشتاء...شمس الصيف الحارقة...رياح الخريف...هذا المشهد يومي حتّى أنّه يخيّل إليك أنّ المرأة تمثال عند المفترق...شيء مؤلم...مخزي...موجع...محبط...آمرأة عجوز غيرها في مراكز الإيواء...غيرها تحت الرّعاية و في الحفظ و الأمان...غيرها يحاط بما يليق بسنّه بالإهتمام...و لكن على امتداد سنوات و وجود هذه المرأة في ذلك المكان لم يثر فضول و لا انتباه و لا اهتمام لا والي و لا معتمد و لا عمدة و لا مسؤول شؤون اجتماعيّة و لا جمعيّات و لا أحزاب...ألهذا الحدّ يرخص الإنسان في بلادنا...يا جماعة حالة وعي عندما مررتم بهذه المراة المسنّة و أنتم تكنسون محيط المفترق و تاخذون الصّور التّذكاريّة و تتفاخرون بنشرها على مواقع التّواصل الإجتماعي ليشهد العالم بطولاتكم ألم تنتبهوا لهذا الكائن وهي تبتلع دخان سيّاراتكم و يدها ممدودة؟؟؟...ألم يتساءل أحد إذا كان تسوّل هذه المرأة تسوّل حاجة أم تسوّل احتراف؟...ألم يتساءل أحد إذا كانت هذه المرأة تختار التسوّل أم أكرهوها عليه و يستعملون سنّها للإثراء بعجزها و شيخوختها و ضعفها...مخزي ان يظلّ هذا المشهد عاديّا في بلادنا و لا يستفزّ قلوبا و لا يحرّك همما و لا يثير مشاعرا... باختصار يزعجني كثيرا و يحزنني و يؤلمني أن نعيش في دولة لا تحترم شعبها و شيوخها...و كفى