أي الكلام يفيك حقّك، و أنت على مدى ما يزيد عن 7 عقود تثري الساحة الإعلامية و المسرحية بلا كلل و لا ملل بقلمك المشاكس و المهادن أحيانا أخرى و الناقد لكل الأعمال المسرحية وطنيا و جهويا بل و تمثيلا و تأليفا و إخراجا. أستاذنا و معلّمنا محمد الهادي المرنيصي، لقد كنت فعلا أستاذا و معلّما و قدوة و اليوم وبعد رحيلك، يبيك القلم و تبيكك خشبة المسرح و يبكيك أحبابك و أصدقاؤك و زملاؤك. اليوم و قد رحلت عن سنّ تناهز ال 90 سنة و كأنّك لم تعش منها إلاّ النزر القليل لذاتك، كانت كلّ همومك الكتابة و الإعلام و المسرح و. لا نراه النّاس إلاّ متأبطا جريدته اليومية أو نصا مسرحيا جديدا ولا نراه إلاّ بصحبة قلمه المشاكس لعلّه يدوّن به حالة قد تفسخ من ذهنه بعد حين؟ تراه وحيدا و لكنّه ليس وحيدا ، معه الأفكار و الخيال و الفكر الثاقب الناقد. من قال أنّ محمد الهادي قضى و بل الكلّ يقول قد مرّ منا و ترك بعده الكثير من الأعمال التي تجعله يعيش بيننا أبد الدهر فمقالاته و الكثير و نصوصه المسرحية تقف شواهد على قامة الفقيدبل لقد نذر حياته للمسرح و الأعلام و كأنهما توأمانلديه و خطان متلازمان لأنّ من ينظر في مسيرة هذا الرجل الإعلامي و المسرحي لوجدها حافلة منذ نعومة أظفاره بإنتاج مسرحي و إعلامي و نقدي وفير. كيف و هو الإعلامي الذي كتب في جلّ الجرائد التونسية و على رأسها الصباح و العمل و الحرية و عمل أيضا مراسلا للإذاعة الوطنية و كان رئيس تحرير جريدة القنال الجهوية ببنزرت لصاحبها صالح الدريدي و كان من أوائل المؤسسين لنادي الصحابة ببنزرت فضلا عن كونه كان يشرف على مكتب الإعلام بولاية بنزرت و قد تتلمذ على يديه الكثير في مجال الإعلامأصبح لهم اليوم شأنا كبيرا في مجال الصحافة الجهوية. مسرحيا كان من أوائل المتخرجين من مدرسة التمثيل بتونس و كانت علاقته في المجال المسرحي تمتد على أكثر من جيل بداية من الممثلة القديرة منى نور الدين و زوجها رحمه الله نور الدين القصباوي إلى جيل الشباب الذي مازال يتحسس طريقه و لم تقف مسيرة محمد الهادي المرنيصي على نشاطه بالعاصمة بل كان له جهويا في تنشيط الحركة المسرحية ببنزرت حيث التحق بداية بجمعية النهضة التمثيلية ليؤسس سنة 1966 فرقة مسرح الشمال التّي أثرت الساحة المسرحية بغزير من الأعمال، من تأليفه و إخراجه و تمثيله، نذكر منها مسرحيات " يوليوس قيصر " و " الدّوامة " و " و ثمن الحرية " و " اللي يسرق يغلب اللي يحاحي " و " يخلصها بو علام " فضلا عن أنتاجاته في مجال الأوبيرا و المسرح الموجه للطّفل. رحم الله عميد الإعلاميين و المسرحيين ببنزرت سي محمد الهادي المرنيصي و رزق أهله و ذويه و أسرته الموسعة من مسرحيين و إعلاميين جميل الصبر و السلوان و هي مناسبة أيضا للوقوف إلى جانب أسرة الفقيد معنويا و مادّيا لما قدمه عم محمد الهاديالمرنيصي من جليل الأعمال لفائدة الوطن مسرحيا و إعلاميا.