انقلب السحر على الساحر و إنقلب الظلم على الظالم بدأت ليبيا العزيزة تستعيد الأمل المشروع في عودة الأمن و السلام ضمن دولة قانون مدنية يسعى اليها منذ ثورة الشعب المباركة عام 2011 بعض من تعلق بدولة القانون و على رأسهم فائز السراج الرجل الوفي لشعبه و المتفهم لعصره و خاصة المصر على خوض المعارك ضد الاستبداد و عسكرة المجتمع فلم يتردد و لم يتعثر و لم ترتعش أصابعه وهو يعلن جهادا مدنيا ضد الهمجية التي تساندها القوى الأجنبية أكلة لحوم الشعوب. و حتى نفهم الأوضاع السياسية في ليبيا و المغرب العربي لا بد أن نحلل الوضع العسكري الميداني الذي عرضه موقع (باب بنات) وهو أشهر المواقع الإعلامية الاستراتيجية المغاربية و العربية نلخص ما جاء فيه من تفاصيل و إحصاءات و انتصارات فنقول:" مكاسب قوات الوفاق من خلال عاصفة السلام أهمها التحول في ظرف أسبوع من الدفاع الى الهجوم بتحرير كل مدن الساحل الغربي و الاستيلاء الكامل على قاعدة الوطية العسكرية و السيطرة شبه الكاملة على السماء ثم فرض الحصار من خمس جهات عي مدينة طرهونة و نتج عن كل هذه الانتصارات سقوط مئات القتلى و الجرحى من ميليشيات حفتر المغامر و أسر 430 منهم و توقف الهجوم العدواني على طرابلس البطلة. أطلق الوغاق عملية عاصفة السلام يوم 26 مارس 2020 و أمام الغدر و المراوغة و البهتان استمرت عمليات حكومة الوفاق الشرعية ضد المتمردين و المرتزقة لأن حفتر تظاهر بالالتزام باحترام هدنة (الكورونا) التي عرضتها منظمة الأممالمتحدة على الجانبين فقبل بها فائز السراج علنا لكن المغامر خليفة حفتر وقع عليها ثم ما لبث أن خرقها بقذف مدفعي و صاروخي من أسلحة إماراتية و مصرية ظنا منه أنها خديعة حرب! كان الانتصار العسكري الأول و الأكبر هو السيطرة على أهم قاعدة استراتيجية إتخذها حفتر مركزا للقيادة العسكرية العملياتية و السياسية يدير منها عصابات انتدبتها له حكومات ظالمة و على خطإ من 7 جنسيات مختلفة أغلبهم من دول بعيدة ما عدا دولة جارة ألا وهي قاعدة الوطية (150 كلم جنوب غربي العاصمة طرابلس) هذه القاعدة بناها الجيش الأمريكي بعد الحرب العالمية الثانية وهي في مكان منعزل عن القرى المدنية تتمتع بتحصينات طبيعية و خنادق قديمة تحيط بها من كل جانب و قد استعملها حفتر منذ استيلائه على مدينة الزنتان (170 كلم عن طرابلس) هذا النصر النوعي حققته كتيبة قليلة العدد من كومندوز تابع لجيش الوفاق قوي العزيمة يتمتع بقدرة كبيرة على إحداث المفاجأة لدى العدو تسللت باحترافية مذهلة الى محيط القاعدة ليلا مستعملة المناظير الألكترونية الليلية العاملة بالليزر كان الهجوم مباغتا و تفاجأ المقيمون في القاعدة و عددهم بالالاف بقوة شبحية تتركب من عشرات أبطال الكومندوز و كان من المستحيل استعمال حفتر للطائرات لأن الطيارين من ضمن الأسرى و قادهم الكومندوز بعد ساعة نحو طرابلس و لم تنجح الميليشيات في إنقاذهم أو إلحاق خسائر بكتيبة الوفاق و تم إسقاط طائرة إماراتية مسيرة جنوب مدينة العجيلات عقبتها عملية قصف لنفس القادة حيث دمر الطيران الوفاقي الشرعي 3 مقاتلات وهي على أرض القاعدة. أصبحت قوات الوفاق مسيطرة بعد هذه الانتصارات نهاية شهر مارس 2020 على كامل الشريط الساحلي الاستراتيجي الممتد من الحدود مع تونس الى منطقة أبو قرين (أكثر من 500 كلم)ورغم أن معركة ترهونة لم تحسم في اليوم الأول إلا أن قوات الوفاق شددت الحصار عليها وأحكمت سيطرتها على جميع مداخل المدينة باستثناء الجنوبية باتجاه مدينة بني وليد (180 كلم جنوب شرق طرابلس) التي تدعم معظم كتائبها حفتر.كما حققت قوات الوفاق انتصارات بمحاور جنوبيطرابلس بعد أن انسحب عدد من مقاتلي ترهونة منها إلى مدينتهم مما أدى الى اختلال توازن مليشيات حفتر القادمة من الشرق. ففي أقل من شهر تمكنت عملية عاصفة السلام من قلب المشهد الليبي رأسا على عقب والتحول من الدفاع إلى الهجوم ثم الى النصر المؤزر بإذن الله تعالى ناصر الأبطال وتوسيع مساحة سيطرة الوفاق بنحو 3300 كلم مربع بعد تحرير الساحل الغربي ومناطق جنوب (القره بوللي) كما أن الطريق الساحلي أصبح مؤمنا بالكامل من مصراتة إلى الحدود التونسية وتولت الحكومة الشرعية زمام المعركة و المبادرة بسند شرعي من القوات التركية التي استعملت طائراتها الموجهة من نوع (بيرقدار) وهي التي تغلبت على طائرات صينية كان حفتر يستعملها قبل السند التركي الخاضع للقانون الدولي. يوما فيوم يتجلى انتصار الحق على الباطل والخير على الشر والشرعية على الميليشيات. ليت جيران ليبيا (تونس و الجزائر) تشعران بدقة و مخاطر هذه المرحلة الحاسمة فتختاران بدون تردد جبهة المدنية و الديمقراطية المنتصرة فتكون الدبلوماسية لديهما في مستوى عبارة الرئيس عبد المجيد تبون (طرابلس خط أحمر) لأن حفتر هو الذي سيفتح لا قدر الله أبواب المغرب العربي لصفقة القرن و بيع القدس و عودة الاستبداد على الطريقة السيسية المصرية وهو هدف القوى الجائرة حليفة اليمين الإسرائيلي.