في برنامج " الراف ماغ " الذي يبث على أمواج إذاعة " إ . أف . أم " ليوم الخميس 23 جويلية الجاري تحدث المنشط مراد الزغيدي في الموضوع الذي أثار الكثير من اللغط والجدل بعد اللقاء الذي جمع رئيس الدولة قيس سعيد بوزير أملاك الدولة والشؤون العقارية غازي الشواشي وتناول موضوع الحادث الذي تعرضت له السيارة الإدارية الثانية التابعة لوزير النقل المقيل أنور معروف و المخصصة لعائلته ومما جاء في حديثه قوله : لقد سألت وبحثت في موضوع السيارة الإدارية الثانية التابعة لوزير النقل أنور معروف المخصصة للعائلة و التي تعرضت إلى حادث مرور وكانت تقودها ابنته وإني أعتبر أن الذي قيل في مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص هذه القضية أمر غير مقبول وغير لائق في علاقة بهتك الأعراض وأن كل القضية أن الامتيازات التي تمنح للوزراء ينظمها قانون قديم من عهد الرئيس بن علي وهي امتيازات تخص مرتبا شهريا في حدود 4100 د مع سيارتين إداريتين واحدة للعمل وأخرى للعائلة مع وصولات بنزين وسائق خاص وخادمة للمنزل وخلاص فواتير الماء والكهرباء ومنحة مسكن وظيفي وهي امتيازات تمنح لكل الوزراء وهي مقارنة بما يحصل عليه غيرهم في بلدان أخرى مقبولة مع العلم أن أنور معروف لم يقتن هو هذه السيارة التي تعرضت للحادث بل وجدها عند حلوله بالوزارة و هي نفس السيارة التي كانت عند وزير النقل السابق روني الطرابلسي وعند وزير النقل الأسبق هشام بن أحمد فعلى ماذا يلام ؟ فهل له الحق في سيارة ثانية للعائلة ؟ نقول نعم . هل من حق ابنته أن تقودها ؟ نقول نعم . هل حصل حادث مرور ؟ نقول نعم وهي مسألة عادية تقع غالبا وتحل بإجراءات حوادث المرور .. الوزير أنور معروف لا لوم عليه وليس عليه مؤاخذة ويبدو أن المشكل متعلق بعملية استهداف يتعرض لها جراء الخلاف الذي حصل بينه وبين وزير النقل السابقة سارة رجب نتيجة ما قام به معروف من تغيير للكثير من الموظفين بالوزارة الذين كانوا يعملون معها . هذا الكلام جاء على لسان " الكرونكور" مراد الزغيدي في حصة الراف ماغ على أمواج إذاعة " إ. أف. أم " وهو موقف إعلامي في قضية جدالية الإعلام مختلف في التعاطي معها تحكم فيها الايديولوجي واختلط فيها الانتماء الحزبي بالعمل الصحفي المهني وتناولتها مختلف وسائل الإعلام كل من زاويته الخاصة وزاوية خطه التحريري وحينما تتابع ما تقوله مثلا إذاعة " شمس أف أم " أو إذاعة " موازييك أف أم " في قضية حادث سيارة وزير النقل أنور معروف نقف على خطاب إعلامي يتحدث عن فضيحة سيد الوزير المصلح وعلى قراءة إعلامية متشنجة تسعى بكل الطرق تحويل الموضوع إلى قضية رأي عام أخطر من كل القضايا المالية الأخرى ومنها قضية الفساد المالي في وكالة التبغ والوقيد وقضية السلاح بجهة الوردانين وقضية الفخفاخ ومبلغ 44 مليار دينار وقضايا أخرى مهمة .. حينما نستمع إلى المنشطين الآخرين في بعض الإذاعات ونستمع إلى ما قاله مراد الزغيدي في إذاعة " إ . أف . أم " لا يسعنا إلا أن نقول بأن الإعلام يحتاج إلى نقطة نظام كبرى حتى يعود إلى الالتزام بدوره الحقيقي في العمل الإعلامي من دون توظيف إيديولوجي ولا دخول في محاور صراع سياسية تضر بالإعلام أكثر مما تنفعه وتفقده مصداقيته.