قال القيادي بحركة النهضة ووزير الصحة السابق عبد اللطيف المكي اليوم الأربعاء إن لائحة سحب الثقة من رئيس البرلمان راشد الغنوشي لن تنجح خلال الجلسة البرلمانية التي ستنعقد يوم غد الخميس. وكتب المكي في تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك ما يلي: "ستجري غدا جلسة برلمانية موضوعها لائحة سحب الثقة من رئيس البرلمان والأكيد أن هذه اللائحة لن تنجح في سحب الثقة منه بإذن الله فنحن لا نريد ان تنجح لأنها تغذي مناخات الصراع و التصادم و تجعل البلد هشا أمام التدخلات الخارجية في حين نسعى إلى خلق مناخات النقد النزيه و التعاون و التقارب و الاستفادة من الأخطاء و تحصين البلاد ضد أي تدخل خارجي و هي معاني تزيدها مناخات عيد الإضحى المبارك قوة وإلحاحية. دوافع الذين قدموا اللائحة مختلفة... فمنهم من ينطلق من تقييم أداء رئيس المجلس و هذا من حقه لكن من واجبه أن يبتعد بهذا الرأي عن الشبهات المختلفة التي تحوم الآن فلا يصوت غدا ومن حقه أن يطالب بجلسة تقييمية لعمل المجلس و إصلاح ما يمكن إصلاحه و دعم ما هو إيجابي. ومنهم من ينطلق من ردة فعل على تطورات ملف الحكومة المستقيلة وأعتقد، مع تفهم بعض تقديراتهم بخصوص هذت الملف، أن السياسة لا يجب ان تبنى على ردّات الفعل و ردود الفعل بل على التعقل والتقييم العميق لكل خطوة كشركاء في الوطن يهمنا نجاح بعضنا بعضا وهؤلاء مطلوب منهم أن لا يصوتوا غدا بسحب الثقة تعبيرا منهم على تمايزهم عن أولئك الذين يريدون إسقاط التجربة... وما الغنوشي إلا بداية بالنسبة لهم فلا تكونوا في صفهم موضوعيا وسيعتبر هذا السلوك منكم استثمارا في المستقبل، مستقبل النجاح الوطني المشترك بإذن الله. ومنهم من ينطلق من كره لهذا الرجل نتيجة للضخ السلبي حول صورته عقابا له على كل ما فعله ضد نظام بن علي و ليس من باب التقييم الموضوعي لأدائه أو لمساره، ولا أحد معصوم من الخطإ. لهؤلاء أقول أنقذوا أنفسكم من فلسفة الكره وقفوا مواقف موضوعية تبني الجسور وتصحّح الأخطاء بناء على تقييم موضوعي فالكره كالنّار تحرق حتى من أشعلها و ليس أخطر على الأوطان من أن يكره أبناؤه بعضهم بعضا... وتقديري أن الكثير من هؤلاء صدقوا كل ما قيل حول رئيس البرلمان نتيجة تكراره دون تمحيص، فتبيّنوا. ومنهم من ينطلق من اعتراضه على الثورة بحكم أنها حررت البلاد منهم وأنهت تفردهم بالبلاد فيريدون إنهاءها وهما وتوهما وسرابا وما استهدافهم للغنوشي إلا مجرد بداية، هؤلاء ليس لدي لهم طلبات غير أن يستفيقوا من الوهم بل طلبي إلى من عدّدتهم سابقا أن ينأوا بأنفسهم عن شبهاتهم. الجلسة غدا تتجاوز شخص رئيس البرلمان إلى ما نريد أن نفعله ببلادنا وتجربتنا الديمقراطية، هل سنكون بناة جسور أم نستمر في ديناميكيات الصراع السياسي الحاد في حين ينتظر منا الوطن و الشعب وئاما وسلاما وخبزا ودواء؟