ستتجه أنظار أحباء النجم الرياضي الساحلي نهاية هذا الأسبوع إلى مقرّ الاتحاد الافريقي لكرة القدم في العاصمة المصرية القاهرة حيث سيقرر جماعة حياتو مصير مشاركة النجم في كأس الكنفدرالية لنسخة هذه السنة بعد عزوف البعثة الساحلية عن التحول إلى نيجيريا لمواجهة نادي كادونا يونايتد على خلفية الأحداث الدموية التي اندلعت في هذا البلد بالتزامن مع موعد المباراة. وبعد أن تلقت إدارة النجم إشعارا من الاتحاد الافريقي لكرة القدم عن طريق الجامعة التونسية يؤكد أن القرار النهائي المتعلق بهذه الواقعة هو من اختصاص رئيس «الكاف» الذي لاينازعه فيه أحد تحول على هذا الأساس رئيس النجم حامد كمون إلى القاهرة رفقة رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم أنور الحداد للقاء السيد عيسى حياتو اليوم الجمعة محملين بحزمة من المؤيدات والحجج الدامغة التي تثبت سلامة موقف الطرف التونسي وحسن نواياه لمحاولة اثبات شرعية القرار الذي اتخذ في تونس على أكثر من صعيد واصباغه بصبغة القوة القاهرة أو الأمر الطارئ حيث لاغاية من ورائه سوى درء المخاطر وتفادي كلّ ما من شأنه أن يضع السلامة الجسدية لأي طرف من الأطراف موضع خطر خاصة وأن التقارير الرسمية وغير الرسمية التي تصف الأوضاع في نيجيريا خلال تلك الفترة كانت تؤكد كلها على اتخاذ أقصى تدابير الحيطة وملازمة الحذر بل، أن بعض البلدان الكبرى منعت رعاياها من زيارة هذا البلد مع ما يحمله مثل هذا القرار من اعتراف صريح وضمني بخطورة الوضع وعلى كل ذلك فإن النجم الساحلي لم يطلب من الاتحاد الافريقي اختزال هذه المواجهة في مباراة واحدة في سوسة مثلما تنص على ذلك لوائح المسابقات الافريقية بل أنه طالب فقط بتأجيل هذه المباراة أو اجراءها حتى في بلد محايد وهذا أضعف الايمان فهل أن السبب التي أجلت على أساسه مباراة نادي القطن الكامروني بڤاروا موطن عيسى حياتو ووفاق سطيف الجزائري (مشاركة 4 لاعبين من الفريق الأول في كان الأواسط) أكثر وجاهة وموضوعية من السبب الذي استند اليه النجم؟ ورغم كل هذه المؤيدات والقرائن والحجج والاثباتات التي تنتفخ بها حقائب المبعوثين التونسيين فانه لا مناص من الاقرار بعسر المهمة التي تنتظرهما لاقناع عيسى حياتو بوجاهة النظرة التونسية لأسباب عدة ليس أولها المقولات الماقبلية التي تختمر في رأس رئيس الكنفدرالية والتي غالبا ما تحسم مواقفه تجاه كرة القدم التونسية ولا فائدة هنا من التذكير بما حدث له ذات أمسية في رادس بمناسبة لقاء نهائي رابطة الأبطال الافريقية والذي جمع الترجي بفريق مازمبي الكنغولي... حامد كمون وأنور الحداد استعدّا أيضا لمجابهة الدفوعات التي سيدفع بها حياتو لدحض البراهين التونسية وأولها حضور طاقم التحكيم الجنوب الافريقي ومراقب اللقاء على ملعب المباراة في غياب النجم طبعا كما سيستشهد رئيس الكنفدرالية بمباراة أخرى جرت في نفس الاطار وجمعت في أكوري إحدى مدن الجنوب الشرقي في نيجيريا سان شاين ستارز بنادي القوات المسلحة البوركينية ولعل ما سيزيد ملف النجم صعوبة تنظيم دورة دولية ودية جمعت عددا من المنتخبات الافريقية بمدينة أبيوكوتا التي كان من المفترض أن تحتضن هذا اللقاء.. ومهما يكن من أمر هذه الدفوعات فإن الموقف التونسي من قوة الحجة والبرهان ما يتجاوز صلف وتصلب موقف الكاف تجاه أندية شمال افريقيا تجاه الأندية التونسية خاصة ولعل الظروف الحالية التي يمرّ بها رئيس الكنفدرالية تخدم إلى حدّ بعيد القضية التونسية حيث يواجه عيسى حياتو اتهامات جدية بالرشوة والفساد أطلقتها صحيفة الصانداي تايمز البريطانية والتي اتهمت عدة أطراف بالتلاعب بنتائج التصويت على البلد المستضيف لنهائيات كأس العالم 2018 و2022 ومن بين الأسماء التي زجّت بها في هذه القضية التي هزت وستهزّ أركان الكرة العالمية اسم رئيس «الكاف» عيسى حياتو... فهل تجري الرياح إذن في أروقة الكاف بما يشتهيه أنصار النجم وتأتي الأخبار بنبإ يحلم بسماعه كلّ السواحلية؟