تزامن اغتيال، المحامية الليبية حنان محمد البرعصي والمعروفة بكنية حنان فبراير و عزوز برقة ، و الناشطة المدنية باعتبارها رئيسة مؤسسة الرحمة لحقوق الانسان و تعرف أيضا بتأييدها للقائد العام ل«الجيش الليبي» )قوات المشير حفتر(، مع لقاء الفرقاء الليبيين في حوار بتونس حول إيجاد خارطة طريق تمهد لإنهاء كل مشاهد و مظاهر الاقتتال بليبيا تمهيدا لإرساء مرحلة انتقالية تشهد بعدها الشقيقة ليبيا انتخاباتها لاختيار السلطات لتسيير دفة الحكم بها. و هذه المحامية سبق أن نجت من محاولة اغتيال سابقة سنة 2014 و لكن ما كلّ مرّة تسلم الجرّة حيث لقت حتفها يوم 10 نوفمبر 2020 بمدينة بنغازي على يد مجهولين أفرغوا في جسدها وابلا من الرصاص في عزّ النهار و يذكر أنّ قبل ذلك تمّ اختطاف ابنتها من قبل ملثمين... وفي هذا الإطار تفرض بعد الأسئلة نفسها و مفادها أوّلا من هي المحامية الليبية حنان محمد البرصعي..؟ و ثانيا لماذا تمّ اغتيالها في هذا التوقيت بالذات خاصة بتزامنه مع لقاءات الحوار التي تجرى بتونس حول مستقبل ليبيا السياسي؟ و ثالثا ما هي ردود الفعل على هذا الاغتيال؟ من هي المحامية حنان محمد البرعصي ؟ القتيلة حنان محمد البرعصي هي محامية ليبية تبلغ من العمر 46 سنة و هي ناشطة في المجتمع المدني باعتبارها ترأس مؤسسة الرحمة لحقوق الانسان و تعرف أيضا بجرأتها وانتقاداتها الصريحة والحادة للانتهاكات المرتكبة على يد الميليشيات المنتشرة في مدينتها بنغازي، فضلا عن دعمها لقضايا المرأة وحديثها المستمر عن الاعتداءات التي تتعرض لها النساء شرقي ليبيا. و روت فيه قصص نساء اللاتي تعرضن للاعتداء. وقبل اغتيالها بوقت قصير، كانت البرعصي قد بثت مقطع فيديو عبر صفحتها ، مطالبة السلطات بمحاسبة المتورطين منتقدة فيه بعض المجموعات المسلحة المقربة من القائد العسكري خليفة حفتر .حول ما يتعرض له بعض الموقوفين في السجون التي يديرها العسكر راجية منه العمل على تغيير كلّ هؤلاء المشرفين على هذه السجون و زيارتها حتى يتطلع بنفسه على ما يجري هنالك من تجاوزات حتّى لا يكون مآله مآل القذافي حسب ما جاء على لسانها في ذات الفيديو، كما ذكرت بأنها مهددة بالقتل حسب اتّصال هاتفي من مجهول سجلته و نشرت أيضا فحواه و أماطت اللثام عن اسم الشخص الذي هددها ورقم هاتفه النّقال.؟؟ لماذا تمّ اغتيال هذه المحامية في هذا التوقيت بالذات..؟ ما يلفت الانتباه في تاريخ اغتيال هذه المحامية يوم 10 نوفمبر 2020 هو تزامن هذه الحادثة مع ما يجري بتونس بين الفرقاء الليبيين من حوار هام حول مستقبل ليبيا لاستقرار الأوضاع بها بعد إقرار مرحلة انتقالية للوصول إلى العملية الانتخابية واختيار الشعب الليبي لمن يحكمه و يسيّر دواليب البلاد ؟ فهل في اختيار هذا تاريخ الاغتيال دلالات أم هو محض الصدفة؟ صراحة، اعتقد جازما و أنّ لا شيء في عالم السياسة يأتي هكذا صدفة؟ و بالتالي قد تحمل حادثة الاغتيال هذه رسائل مفادها التشويش على ما يجري من حوار ليبي / ليبي ؟ باعتبار و أنّ بعض الأطراف غير راغبة أصلا في مثل هذا الحوار؟ أم أنّ وجود عديد المليشيات المختلفة المسلحة في ليبيا هو من وراء هذا الاغتيال ربما لخلط الأوراق مجددا و استدراج بالتالي البعض إلى مربع العنف و العنف المضاد؟ أم هذا الاغتيال تمثل بداية مرحلة عصيبة بليبيا عنوانه الاغتيالات السياسية و هي رسالة مبطنة و موجهة، عبر اغتيال هذه المحامية و الناشطة المدنية إلى بعض القامات السياسية الليبية؟ أم أنّ اغتيالها هو نتيجة انتقاداتها اللاذعة بتلك الجرأة لكل ما يجري في ليبيا من تجاوزات خاصة الحقوقية منها؟ في الحقيقة هو سيل من الأسئلة يبحث عن إجابة و لكن لا أحد على يقين يعرف من لديه الإجابة الصحيحة والخبر اليقين؟ ردود فعل على حادثة الاغتيال ؟ تنوعت ردود الفعل على مقتل المحامية حنان البرعصي أو عزوز برقة كما عرفت بهذه الكنية حيث صُدمت الأوساط الليبية والحقوقية بخبر مقتل المحامية والناشطة البارزة حنان البرعصي، التي اغتيلت بالرصاص في وضح النهار يوم الثلاثاء، وسط أحد أكبر شوارع مدينة بنغازي شرقي ليبيا. كما أثار مقتل حنان البرعصي ردود فعل كثيرة مستنكرة ومطالبة "باحقاق العدالة"، وعبر مغردون عن سخطهم وقلقهم من "الجرائم المتكررة المرتكبة ضد الناشطات". وأدانت أيضا منظمة العفو الدولية اغتيال المحامية البرعصي مطالبة بفتح تحقيق. و اعتبرت أن قتلها يعد "دليلا على المخاطر التي تواجهها النساء في ليبيا اللواتي يقمن بالحديث على أمور سياسية". وأضافت المنظمة أن البرعصي "دأبت على انتقاد عدد من الأفراد المرتبطين بالمجموعات المسلحة" في شرق ليبيا، و"تلقت عدة تهديدات بما فيها التهديد بالقتل لها ولابنتها على خلفية تلك الانتقادات". كما أدانت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا اغتيال حنان البرعصي داعية السلطات إلى "إنهاء الحالة السائدة المتسمة بالإفلات من العقاب". ونشير في الأخير و أنّها ليست هذه الحادثة الوحيدة لاغتيال الناشطات الليبيات فقد تمّ اختفاء منذ حوالي عام ونصف النائبة سهام سرقيوة التي تمّ اختطافها من قبل مجموعة مسلحة في بنغازي ولم يتم العثور عليها منذ ذلك الحين. و هذا مؤشر خطير على يحدث ضدّ الناشطات الليبيات و كأنّه يراد عبر مثل هذه العمليات سواء المتعلقة بالاختطاف أو الاغتيال تكميم الأفواه لعدم قبول النقد و إلاّ سينتظر من يفتح فاه الاختطاف أو الاغتيال و هذا ما قد يجعل من استقرار ليبيا أمرا صعبا خاصة في وجود مليشيات مسلحة و بالتالي قرار فرض القانون و انتزاع أسلحة المليشيات بات أمرا ضروريا و شرطا أساسيا لكل استقرار منشود..؟