التقت قناة «سكاي» البريطانية المدرب راضي الجعايدي للحديث عن تجربته المتميزة في الدوري الأمريكي، حيث تقول القناة أنه انطلق كمدرب لفريق هارتفورد أتلتيك المنافس في دوري الدرجة الثانية الأميركي، وقاد الجعايدي فريقه نحو التأهل لمرحلة التصفيات النهائية (بلاي أوف) من أجل الصعود للدرجة الأولى، وذلك للمرة الأولى في تاريخ النادي. وكان هارتفورد قاب قوسين أو أدني من صعود تاريخي مباشر لدوري الأضواء، لولا الهزيمة 01 في آخر دقيقة من مباراة الحسم أمام سان لويس. واستطاع الجعايدي (45 عاما) الذي تسلم مقاليد تدريب هارتفورد أواخر العام الماضي، أن يقود الفريق لصدارة مجموعته ضمن المرحلة الأولى من الدوري، وأنهى الموسم في المركز الرابع بعد أن ختم الفريق الموسم الماضي في ذيل الترتيب. وتحول هارتفورد من فريق يصارع من أجل البقاء، إلى كيان يراهن على الصعود للدرجة الأولى. المدرب التونسي الذي خاض مسيرة طويلة كلاعب في صفوف الترجي التونسي ثم بولتون وساوثامبتون وبرمنغهام في إنقلترا، أصبح أول عربي وإفريقي يدرب فريقا في دوري الدرجة الثانية الأميركي، وأول مدرب من خارج الولاياتالمتحدة وأوروبا يقود فريقه لتصفيات الصعود للدرجة الأولى. وفي لقاء مع "سكاي"، اعتبر الجعايدي أن تجربته مع هارتفورد "تاريخية"، بل "مسيرة ملهمة، إذ حققنا نقلة نوعية في تاريخ النادي وطموحاته". وأضاف: "لم يكن هارتفورد يملك ميزانية كبيرة لينافس على المراكز الأولى، ولم نقدر على التعاقد مع لاعبين مميزين للمراهنة على اللعب في دوري الأضواء، لكني أعتبر أن المكانة التي وصلنا لها إنجاز في حد ذاته. لم يكن من السهل تصدر المجموعة في الدور الأول، حققنا ذلك الهدف لكن الصعود ضاع منا في الأمتار الأخيرة، حيث أنهينا السباق في المرتبة الرابعة". ويعتقد الجعايدي أن التجربة التدريبية التي خاضها مع فريق الشباب في سامثامبتون الإنجليزي أفادته كثيرا، ولعبت دورا فعالا في نجاحه في قيادة هارتفورد في دوري يضم أندية كبيرة ومدربين لهم صيت عالمي. وقال: "حققت الهدف المرسوم وهو التأهل لبطولة الصعود (بلاي أوف) وأنهيت المهمة على الوجه الأكمل. أتطلع بكل ثقة وتفاؤل للمستقبل وأعتبر أن ما حققته بالدوري الأميركي تشريف يتجاوز شخصي ليشمل المدربين التونسيين، بل كل المدربين العرب، باعتبار أني العربي الوحيد الذي أمسك مقاليد التدريب لنادي كرة قدم أميركي". وخلال مسيرته التدريبية التي انطلقت منذ 5 أعوام في ساوثامبتون، حقق الجعايدي إنجازات لافتة، حيث نجح عام 2015 في إحراز كأس إنقلترا لفئة أقل من 21 عاما، بعد الفوز في الدور النهائي على بلاكبيرن روفرز 21، ليكون بذلك أول مدرب عربي يصعد على منصة التتويج في تاريخ الكرة الإنقليزية. ومكافأة لنجاحه في فئة الشباب، منحت إدارة ساوثامبتون الجعايدي مهمة تدريب فريق أقل من 23 عاما، وفي أواخر 2019 تم تعيينه مدربا لهارتفورد ليقود مغامرة مختلفة. ويطمح بطل إفريقيا مع منتخب تونس، بعد نهاية مسيرته في الدوري الأميركي، إلى العودة للملاعب الإنقليزية مدربا لأحد فرق ال"بريميرليغ"، إذ يقول لموقع "سكاي نيوز عربية": "منذ 5 سنوات عدت إلى إنقلترا حيث كانت بداياتي التدريبية، الآن أملك كل شهادات التدريب من الاتحاد الأوروبي وأدرس عدة عروض، لكن يبقى تدريب أحد أندية البريميرليغ تحديا خاصا لي وحلما يستهويني". وحول إمكانية خوضه تجربة التدريب في الكرة العربية، أردف الجعايدي: "كرة القدم العربية تطورت كثيرا على مستوى الأندية والمنتخبات. هناك أندية عربية بصدد التطور، وأطمح إلى تدريب فريق عربي وقيادته لمنصات التتويج محليا وقاريا". وأضاف: "إذا كان هناك مشروع كروي رائد في ناد عربي فلن أتردد في قبول المهمة، لأني طموحاتي كبيرة لنحت مزيد من النجاحات كمدرب".