عشر سنوات مرت على ثورة الحرية والكرامة والتشغيل كما سوقوها للشعب راكبيها ومنظريها، وكان في الحسبان أن كل المظلومين سينالون حقوقهم المسلوبة، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، حيث مازال أهالي منطقة برج الصالحي يعانون من التهميش و«الحقرة» في شتى المجالات وفق تصريحاتهم لولا إيمانهم بعدالة قضيتهم التي يعرفها القاصي والداني بعد عجز الآباء عن استرجاع أراضيهم او ما يقابلها ماليا بعد أن تعسفت عليهم الدولة و افتكت أراضيهم مقابل دنانير لتركيز محطة توليد كهرباء بالرياح و حوالي 70 ناعورة هوائية جلبت لهم الأمراض المزمنة والمتاعب المتواصلة لكن " اللي خلف ما مات " حيث استلم الأبناء من آبائهم مشعل النضال من أجل استرجاع الحقوق المسلوبة من الدولة التي من المفروض الإيفاء بوعودها تجاه مواطنيها وكان الطرف المقابل المتمثل في شركة الستاغ يتصارع مع اهالي برج الصالحي كل ما سنحت الفرصة بذلك بتكرار قطع التيار الكهربائي عن منطقتهم بتعلة عدم خلاص فواتير الاستهلاك المتخلدة بذمتهم منذ مدة طويلة في حين كان على مسؤولي الشركة الجلوس مع ممثلي أهالي المنطقة على الطاولة وفتح الملف برمته و الحوار حول عديد النقاط الغامضة والمبهمة في العقود المبرمة عند انتزاع اراضيهم… ورغم تطوع عديد النواب من غالبية الأحزاب للمساعدة على إيجاد المخارج التي ترضي الجميع لكنهم فشلوا أمام تعنت الحكومات المتعاقبة بوزرائها وولاتها ومعتمديها، والآن حان الوقت للنظر في هذا الموضوع الحساس الذي طال أكثر من اللازم بكل جدية لغياب الإرادة السياسية و الشجاعة اللازمة من قبل وزارة الصناعة و المناجم و شركة الكهرباء والغاز للجلوس مع اهالي المنطقة لأنهم " توانسة " بالأساس وليسوا غرباء و سلميين في تحركاتهم مؤمنون بدولة القانون و المؤسسات، لكن للصبر حدود ومازالت اياديهم ممدودة لكل حوار جدي ينهي معاناتهم المزمنة… وهم يطالبون تدخل رئيس الحكومة ورئيس الدولة لفض هذا الإشكال الذي ارق المسؤولين في الجهة واهالي منطقة برج الصالحي على حد السواء، هذا وقد قرروا تنفيذ وقفة احتجاجية يوم 14 جانفي المقبل أمام مكتب شركة الكهرباء والغاز بالهوارية للفت نظر كل المسؤولين في البلاد لمساعدتهم على إيجاد الحلول لقضيتهم المقدسة و المشروعة بعد أن احسوا بنكران الجميل لما قدمته منطقة برج الصالحي للبلاد و الامعان في تهميشهم لكنهم صامدون حتى نيل حقوقهم كاملة في إطار القانون وسلمية تحركاتهم.