…قيل إن رسالة وصلت إلى قصر قرطاج بها مواد سامة قاتلة…هذه الرسالة ركزت عليها الأضواء التحليلية النقدية، واختلف كثير من المعلقين في قبولها وتصديق قصتها وحكايتها وتكذيبها…إن الذي صدق استنكر وتمنى للرئيس الأمن والسلامة، والذي كذّب أو شكك اعتبرها مسرحية مكشوفة غايتها استدرار التعاطف الشعبي السياسي مع الرئيس قيس في ظروف المعارك السياسية…إن الذي قال إنها مسرحية ذكرني بمسرحية حدثت في أواخر 1958…فقد ادعى الرئيس الحبيب بورقيبة أن الرئيس جمال عبد الناصر أرسل إليه من يقتله، وألقي القبض على المكلف بالمهمة، وطلب بورقيبة من المحكمة الشعبية التي أعدها أن تحاكمه… تولى القضية حاكم التحقيق الطاهر عبدالكافي، وكان في عهد الحماية حلاقا بصفاقس وتولت الإذاعة التونسية نقل المحاكمة…وبعد جلسات محدودة أسدل الستار عن القضية ولم يصدر فيها حكم لأن القضية كانت مسرحية تبين أنها غير محبوكة…هذه القضية كانت في عهد بورقيبة الذي كان يتحكم في القضاء…واليوم تطرح الرسالة وقصتها بين أيدي قضاء لا يتحكم فيه صاحب قصر قرطاج علينا أن ننتظر قولته العادلة فيها وبها تتضح حقيقة قصة الرسالة…