قال الرئيس السابق المنصف المرزوقي اليوم في كلمة توجه بها إلى الشعب التونسي عبر صفحته في موقع فايسبوك أن نهاية النفق في ما يتعلق بالأزمة الصحية الناجمة عن تفشي وباء الكورونا ما زالت بعيدة نتيجة ظهور طفرات جديدة للفيروس وسرعة انتشارها وخاصة تأخر التلقيح والوقت الضروري لحماية الشعب التونسي. وأضاف المرزوقي أن الأزمة الاقتصادية التي فاقمتها الأزمة الصحية مما أدى وسيؤدي أكثر فأكثر لتسارع انهيار الطبقة الوسطى نحو الفقر وغرق الطبقة الفقيرة في مزيد من المعاناة. وتابع المرزوقي قوله "و كأن كل هذا لا يكفي حلت بنا مصيبة الأزمة السياسية التي تشهد تعطل الدولة والتهديد المتزايد للدستور ومؤسساته وتصاعد الاحتقان السياسي بين كل الأطراف، مما يشكل تهديدا على وحدة وطنية مطلوبة أكثر من أي وقت مضى. وأضاف المرزوقي إن من واجبه كمواطن تونسي وكرئيس جمهورية سابق أن يعبّر عن رأيه أمام المأزق الحالي الذي تمرّ بها بلادنا وتصوّره للخروج منه لأنه عانى الأمرّين من صعوبة ممارسة الحكم ومن سهولة نقده وفق قوله. وعبر المرزوقي عن تعاطفه مع كل من رئيس الجمهورية و رئيس البرلمان و رئيس الحكومة، داعيا إياهم إلى وضع الأهمّ فوق المهمّ، ومصلحة الدولة والشعب فوق كل اعتبار مهما بدا شرعيا. وشدد الرئيس الأسبق على أنه لا حل اليوم للأزمة إلا بهدنة سياسية توقف كل صراع حول صلاحيات واضحة المعالم في الدستور – على الأقل لحد انتهاء الازمة الصحية – داعيا الى عدم تضييع مزيد من الوقت في سجالات لا طائل من ورائها لأحد وخاصة للبلاد، وإنهاء الخلاف الحالي بخصوص تركيب الحكومة يحفظ ماء الوجه للجميع ويمكّن هذه الحكومة من التفرغ لأهم مهامها أي محاربة الوباء وتخفيف المعاناة الاقتصادية عن الشعب. و أكد المرزوقي أن ما يتطلبه الوضع الدقيق وما يفرضه الواجب على الطبقة السياسية والإعلامية تخفيض الاحتقان الحالي بوقف كل حملات التصعيد السياسي والإعلامي وخاصة تهديد طرف بعزل رئيس منتخب وطرف آخر بعزل رئيس برلمان هو الآخر منتخب.