أفادت وسائل إعلام عبرية وأجنبية أن إسرائيل وافقت على تمويل إمداد دمشق بلقاحات فيروس كورونا روسية الصنع مقابل تأمين الإفراج عن فتاة إسرائيلية محتجزة في سوريا . عندما تم الإفراج عن شابة إسرائيلية اعتقلت لعبورها إلى سوريا بشكل غير قانوني، كانت الرواية الرسمية آنذاك هي أنه تم إطلاق سراحها ضمن عملية تبادل للأسرى بين الطرفين إذ استبدلت بشخصين سوريين أسرتهم الحكومة الإسرائيلية. قد تبدو هذه الصفقة بين دولتين معاديتين، لم تتقاسما علاقات دبلوماسية، سريعة وسهلة نوعا ما. لكن الواقع هو أن إسرائيل وافقت على تمويل عدد غير معروف من لقاحات فيروس كورونا لسوريا، وفق تصريحات لمسؤول مطلع على محتوى مفاوضات البلدين. وقال المسؤول إنه بموجب هذا الاتفاق السري، ستدفع إسرائيل لروسيا، التي توسطت هذا الأمر، لإرسال لقاحات سبوتنيك في الروسية بقيمة 1.2 مليون دولار إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وجدير بالذكر أن إسرائيل أمنت لقاحا واحدا على الأقل لم يقرب من نصف سكانها البالغ عددهم9.2 مليون نسمة، في حين أن سوريا، التي تدخل الآن عامها الحادي عشر من الحرب الأهلية، لم تبدأ بعد في حملة التطعيم. تهرب المسؤولين من تأكيد الخبر امتنعت الحكومة الإسرائيلية عن التعليق على موضوع اللقاحات في الصفقة ونفت وكالة الأنباء العربية السورية، التابعة للدولة، أن تكون اللقاحات جزءا من الترتيب بين الدولتين. كما تهرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من السؤال كذلك، مكتفيا بالقول إنه لم يتم إرسال لقاحات إسرائيلي إلى سوريا. وقال نتنياهو: "لقد نجحنا في إطلاق سراح الشابة الإسرائيلية، وأنا سعيد بذلك". وأعرب عن شكره للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. تعاون نادر ومضطرب تشكل الصفقة لحظة نادرة في قطار التعاون الذي يسير بشكل مضطرب بين دولتين خاضتا عدة حروب ولا تزال تتنازعان على سيادة مرتفعات الجولان التي أخذتها إسرائيل من سوريا في عام 1967. كما تؤكد هذه الصفقة مكانة اللقاحات المهمة للغاية في العلاقات الدولية إذ أصبحت سمة من سمات الدبلوماسية الدولية على نجو متزايد وغير مسبوق. ومن جهة أخرى، تعكس الواقع المرير الذي عرته جائحة كورونا، ويتمثل في التباين الواسع بين الدول الغنية، مثل إسرائيل، التي حققت تقدما كبيرا في لقاحات كورونا وقد تعود قريبا إلى ممارسة الحياة بشكل طبيعي، والدول الفقيرة، مثل سوريا، التي أنهكتها أثقال النزاعات الداخلية والخارجية ولم تحقق أي تقدم في هذا الأمر.