نشرت وكالة الأنباء الفرنسية تصريحات ل"بن علي" نقلها محاميه الفرنسي "إيف لوبورنيه" قال فيها إن مستاء من عمليات التفتيش في مكاتبه الرسمية والخاصة ضمن مسرحية ركيكة تهدف إلى الإساءة لسمعته، واعتبر محاكمته "مهزلة" لمجرد القطيعة الرمزية مع الماضي... وقال "بن علي" نقلا عن محاميه أيضا إنه سئم من لعب دور كبش فداء هذه المرحلة وما قيل في حقه افتراء وكذب... أبى "بن علي" أن يصمت دهرا، لينطق كفرا، فخرج عن صمته الطويل ليعبر فقط عن استيائه من "حملات" التشهير به، وكأنه يحتاج إلى حملات منظمة تدينه، هو الذي أطاح بسلم القيم ولم يترك "رذيلة" واحدة لم يقترفها... اكتشفنا جميعا أن من كان يحكمنا رجل "جاهل" لكنه عالي الحس الأمني... يتعاطى المخدرات... يقتل من دون رحمة... عميل للموساد... وغيره كثير بعيدا عن المزايدات و"الخرافات" التي انتشرت بعد خلعه... ولكن هناك حقائق ثابتة لا يستطيع "بن علي" إنكارها والتعلل بأن المرحلة الانتقالية في تونس تقتضي كبش فداء فكان هو مع عائلته... إن لم يكن "بن علي" هو صاحب السجل الإجرامي في تونس فمن يتحمل مسؤولية هذا التردي في جميع المجالات؟ من يتحمل مسؤولية انتشار الفساد المالي والأخلاقي؟ من يتحمل مسؤولية تفشي ظاهرة التسول وعدم المساواة في التنمية بين الجهات وارتفاع نسب البطالة والفقر؟ قد لا يكون "بن علي" هو الرأس المدبر لجميع العمليات الإجرامية في تونس، بعد أن أحاط نفسه بعدد من المستشارين والوزراء المستأسدين (اللي غلطوه) أو الضعفاء ممن لا يملكون الشجاعة لمناقشة أفكاره الأمنية، ولكنه وحده يتحمل مسؤولية النتائج لأنه وحده منحهم السلطة النافذة، فحتى الفأرة متى أعطيتها "سوطا" تتبختر كالطغاة... انتظرنا من "بن علي" بعد أن صمت دهرا أن يعتذر للتونسيين وكثير منهم آمنوا به ودعوا بحياته وراهنوا عليه رجل المرحلة و"ابن تونس البار" الذي جعل من هذا الوطن الصغير جغرافيا، محدود الإمكانيات الطبيعية "معجزة اقتصادية"... تمنينا أن يعتذر "بن علي" ويثبت ولو لمرة واحدة أنه كان جديرا بكرسي الحكم الذي التصق به على مدى ثلاثة وعشرين سنة وأنه يمتلك شجاعة الاعتراف بأخطائه... أما أن "يستاء" من عمليات التفتيش في قصره ومكاتبه، ويعتبر ما كشف عنه البحث حتى الآن مسرحية سخيفة ومهزلة للتعتيم على المجرمين الحقيقيين فلن يزيد التونسي إلا نقمة عليه وعلى عائلته وعصابته... رجاء "بن علي" أصابنا كلامك على مدى ثلاثة وعشرين سنة بالتخمة، فإن اشتقت إلى الخطابة والكلام قل خيرا أو فلتصمت إلى الأبد، فقد استفاق التونسي من غيبوبته