واستخدمت الليبية الشابة التي اختارت لنفسها اسما حركيا هو "نوميديا" حيلا دقيقة لتجنب الاعتقال فكانت تغير مكانها باستمرار وتستخدم شرائح مختلفة للتليفون المحمول وتخفي أنشطتها عن الكل باستثناء أقرب المقربين لها في أسرتها. وكان الشيء الوحيد الذي وفر لها الحماية الأكبر من قوات القذافي هو أنوثتها إذ لا يشتبه أحد في شابة في مجتمع محافظ كالمجتمع الليبي. وقالت المهندسة الشابة في مقابلة بردهة فندق في طرابلس بعد أسبوعين من تحطيم سيطرة القذافي على العاصمة الليبية بعدما قضى في السلطة 42 عاما "لم أكن ملاحقة". وأضافت: "كانوا يركزون بشكل أكبر على الشبان وكان من المستحيل تقريبا أن يفكر أحد أن فتاة هي التي تفعل كل هذا. وطلبت نوميديا من "رويترز" عدم الكشف عن هويتها الحقيقة وقالت إنه على الرغم من سيطرة المعارضين الآن على طرابلس فإنه مازال هناك "طابور خامس" من الموالين للقذافي قد يستهدفونها أو يستهدفون عائلتها. وأكد رجلان كانا جزءا من شبكة سرية مناهضة للقذافي كلام نوميديا وقالا إنهما ساعداها على نقل التفاصيل حول القوات الأمنية للزعيم الليبي المخلوع. وقال أسامة لياس وهو طبيب شرعي وكان جزءا من الشبكة: كانت مصدرا مهما للغاية وموثوقا به للغاية. وعندما بدأت نوميديا نشاطها السري قبل خمسة أشهر كان القذافي وقواته يحكمون قبضتهم على المدينة ويطمسون أي معلومات قد تكون مفيدة بالنسبة لمعارضيه. وقالت نوميديا الشابة الطويلة النحيفة المحجبة إنها شعرت أنه يجب عليها التحرك بعد الطريقة الوحشية التي قمعت بها قوات القذافي أولى بشائر الثورة في مدن ليبية. وأضافت: "لم أتحمل الوضع عندما رأيت ما فعله القذافي في بنغازي أولا وفي مصراتة وفي الزاوية وفي طرابلس والجبل الغربي.