وفي السياق نفسه، ومساهمة من المركب الثقافي الصحبي المسراتي للاحتفال بمائوية ميلاد الأديب الراحل محمود المسعدي ولدعم أنشطته وبرامجه التي جعلت منه من أبرز المؤسسات النشيطة بجهة الكاف، والتي تسعى إلى التجديد والابتكار وتقديم البرامج الجادة والهادفة لجمهور الثقافة والابداع بتوجهات ورؤى جديدة من شأنها أن تفتح المجال واسعا أمام المثقفين والمبدعين للمساهمة في إنشاء فعل ثقافي يعكس ما تتميز به جهة الكاف من موروث ثقافي وتاريخي وحضاري.نظم المركب الثقافي يومي 17 و18 ديسمبر الدورة الأولى لينابيع الابداع، حيث تضمنت فعاليات اليوم الأول، معرضا للكتب والمقالات والنشريات التي تعنى في جانب منها بإنتاجات أدباء وشعراء وكتاب جهة الشمال الغربي، التي سبق وأن اهتم بها المركب الثقافي الصحبي المسراتي في تظاهرة سابقة تحت عنوان المحلي والكوني في الكتابة القصصية بالشمال العربي، بالتعاون مع الجمعية الجهوية للدراسات الثقافية بالكاف. كما سلط المعرض أيضا الأضواء على إنتاجات الأديب محمود المسعدي، منها «حدث أبوهريرة قال» و«السد» الذي كتب سنة 1940 وطبع كاملا سنة 1955. ونشرت ترجمته الألمانية سنة 2007 و«مولد النسيان» نشر للمرة الأولى سنة 1945 وترجم إلى الفرنسية سنة 1993 والهولندية 1995 والألمانية سنة 2008. وتأصلا لكيان جمع فيه شتات أعماله وكتاباته الأدبية والفكرية طوال حياته، ثم مؤلفه: من أيام عمران. وخلال اليوم الثاني دارت فعاليات الندوة الفكرية: «السرد والهوية في الرواية» برئاسة مراد خضراوي وقدمت خلالها المداخلات التالية التي سنعود للحديث عنها لاحقا اعتبارا لأهميتها. الحج إلى الكيان ومرايا الهوية: فتحي فارس. السرد وتخليس الأجناس في مسرح محمود المسعدي: رمضان العوري. عتبات النص في: حدث أبوهريرة قال: رضا بن حميدة. كما تابع جمهور المسرح خلال هذه التظاهرة عرضا لمسرحية «رأس المملوك جابر» لشركة يوغرطة للإنتاج.