تعيش منطقة النصر بولاية اريانة حركية لافتة بالفترة الليلية خلال شهر رمضان، حيث يفضل العديد من المواطنين التوجه نحو المقاهي وقاعات الشاي التي تعج بها شوارع النصر1 و2 وخاصة الشارع الرئيسي الهادي نويرة، للاستمتاع صحبة الاصدقاء والعائلة باجواء ليالي رمضان المميزة التي لا ينغص صفوها سوى "الشنقال" (رافعات السيارات)، حيث اصبح مصدر ازعاج مرتادي المقاهي والمحلات التجارية ومحل شجار يومي ومتواصل مع القائمين عليه، وفق تصريحات المواطنين. يقول سمير بن علية، احد رواد المقاهي بحي النصر انه "فوجئ برافعة السيارات تخيط شوارع المنطقة التي تعج بمحبي السهر في رمضان، وهي تقتنص السيارات الرابضة الواحدة تلو الاخرى وترفعها بسرعة البرق في اتجاه الماوى المخصص لها قرب مقر الدائرة البلدية بالنصر" وفق تعبيره، مشيرا الى ان "فاتورة المشروبات والحلويات بالمقاهي وقاعات الشاي ترتفع اضعافا مع خلاص المعلوم البلدي الخاص بالسيارات المخالفة الرابضة بالاماكن المحجرة". من جانبها اكدت ليلى العربي وهي ام لطفلين قدمت حي النصر للتبضع انها وجدت نفسها تبحث بلا هوادة عن مكان حجز السيارات في ساعة متاخرة من الليل بعد ان قام 'الشنقال' برفع سيارتها، وقد وجدت صعوبة في التحول الى مكان الحجز خاصة صحبة طفليها، فضلا عن اضطرارها لدفع المعلوم البلدي. واعتبرت في جانب اخر وجود الرافعات بالفترة الليلية في حي النصر وخاصة في النصف الثاني من شهر رمضان الذي يشهد حركية تجارية نشطة "امرا غير مقبول" مطالبة رئيس النيابة الخصوصية لبلدية اريانة التدخل لمنع ما وصفته ب"المهزلة وعملية ابتزاز مفضوحة للمواطن لدفع غرامة رغما عنه" على حد تعبيرها. رئيس النيابة الخصوصية لبلدية اريانة منتصر محجوب اكد ان "البلدية اختارت اللجوء الى رافعات السيارات خلال الفترة الليلية بحي النصر بعد تعطل حركة المرور لتعمد اصحاب السيارات ترك عرباتهم بالطريق العام يمنة ويسرة وبالمنعرجات"، مؤكدا "عدم وجود قانون يمنع نشاط 'الشنقال' ليلا". واضاف ان "حي النصر يتوفر على 4 ماوي للسيارات على الاقل من اهمها ماوى الفضاء التجاري المعروف بشارع الهادي نويرة، لكنها غير مستغلة بالشكل الكافي من قبل المواطن الذي يفضل احتساء القهوة بجانب سيارته دون مراعاة للمترجلين او لسيلان العربات مما يتسسب في الاختناق المروري والحوادث" حسب قوله.
