منذ الثورة ثورة الكرامة أو قل ثورة القتامة أحسن، أو ثورة الياسمين أو ثورة الانين أجدى وأبلغ،ونحن نتدرّب على القفز العالي تارة والقفز بالزانة طورا واحيانا نغرق في غياهب الندامة من جراء ضياع الكرامة وتشتيت الافكار الصالحة والغرق مجددا في البحور الهدامة ...ومن حين لاخر يطلع علينا رخّ السياسة بعلامة من علامات يوم القيامة ويذبح التفاهم الوطني من الوريد الى الوريد ..ويتيه العاقل في صحراء القيل والقال وسواد الأحوال ...ويستوي المصلح الطالح بالمصلح الفالح..ويدفعنا الوضع احيانا كثيرة الى الصوم عن التفكير والسعي الى حلو المصير...ونضيّع الكثير من وقتنا الثمين في النقاشات الجانبية البيزنطية..ونهرب الى التبتل في محراب الضياع...وننسى قلوبنا ونقوّض الطباع الجميلة التي ولدنا معها وبها...ونحترق كالفراشات أمام اضاءات التهميش وارهاصات الفراغ الفكري تارة...والتصلب العقائدي طورا...والا ما معني أن نناقش المسلمات التي كبرنا معها وكبرت مع اخلاقنا وطباعنا وطباع اجدادنا..علما وأننا دوما نحاول أو نسعى ان نقوّض أسس بيوتنا من دواخلنا ودواخل ذواتنا كأننا تتّار اخر زمان زماننا... ناسين أن البناء والتشييد وان صعب في البداية فان تمّ له شرف الابداع الانساني...لاننا ان كنا بنينا على قواعد سلمية وصحيحة فاننا في الواقع نبني لصالح جيلنا القادم من صخر صمودنا ولحمتنا التي اسسها اجدادنا بالفكر والساعد...فما مغزى أن نجدد "الارث والميراث وطريقة تقسيمه عصريا والحال اننا كلنا ننعم بكامل الرضاء بما سطره الله لنا منذ قرون"..ثم ما الفائدة من احداث المساواة بين هذه وتلك والحال أن المرأة تنعم بها منذ صرخة الحياة الاولى..ولعلي هنا أختم بما قالته لي جدتي لما سمعت بما جرى من اجل المساواة بين الرجال والرجّالات : "اللطف اللطف اللطف..ها قد جاء الحمّام الميكست mixte..في آخر الزمان التونسي العجيب ؟" واغمي عليها وقيل عقد لسانها...وشلّ كلامها..وحتى مقولة " المرء بأصغريه..عقله ولسانه" ضاع جنوبها في شمالها..وقال ابو احلام التونسي :لنعوّض – اصغريه- بأسفيه ،اسفا على المساواة وأسفا على المعاناة.. صورة توضيحية