من العين تمضي اللغة الفكرة المتشحة بالسرد.. نعم..هي العين تروي لحظتها الحاسمة نحتا للعلو في هدأة وغفلة منهذا الضياع المبين حيث الصورة عنوان كلام لا كالكلام و لافتة كبرى للنشيد..هكذا عن للفتى المأسور بالحلم العيني والمأخوذ بدهشة العدسة وسواد العلبة أن يركن الى الحدائق رفقة الصورة المتعددة في البهاء و الأغاني الشجية لا يلوي على غير القول بالأمنية...وهل يدري العشاق أن العين بحر..؟ من هنا لمعت فكرتان واحدة للذات بعد أكثر من نصف قرن في عناق الآلة و واحدة تواصلا مع الجديد والمستحدث عند الفتية الشرسين تجاه الصورة و تقنياتها الحديثة والفوتوغرافيا في تشظيها الجمالي المتعدد..هي شواسع العين المفتوحة على الابداع في تجلياته حيث الصورة في حالة من شاعرية الحال بفعل اللعب على الاضافة و التصرف في المتاح من التقنية ليظل الموضوع مفتوحا على دهشة فارقة..انها ابداعية المساحة الحافة بالصورة..نهم بالدخول تدعونا لوحات وأعمال ضمن التشكيل الفوتوغرافي والفني لكل من الفنانين المميزين أحلام محجوب و أنور سفطة و رجاء سعيد وسفيان نواشري و لسعد بن علية و ريم بن شيخ و خيرالدين بن حليمة و محمد العايب الفنان الأمهر على عبارة الشاعر الكبير ت.س.ايليوت تجاه صديقه ازرا باوند..أعمال متنوعة و فيها لمسات ابداعية مبتكرة فاللصورة هي تعلة للذهاب الى ممكنات جمالية أخرى حيث النور و الضوء و الخطوط في تداعيات أشبه بالتأليف الفني و التشكيلي..كل ذلك ضمن " تشويشات بصرية 3 ".. معرض بدلالات فنية عميقة فيها البحث عن الجديد و اكتشاف العادي و هذه مرامي الرواق و صاحبه الفنان الكبير سي محمد العايب الذي يقول لنا ضمن استراحة بالطابق العلوي لهذه التحفة الغالريهاتية و نعني رواق عين "...لقد تحقق الحلم الذي حلمناه منذ السبعينات و صارت فنون الفوتوغرافيا تدرس بالبوزار و المؤسسات الجامعية المختصة و صارت هناك دكتوراه و اختصاص و صارت الفوتوغرافيا مادة تشكيلية بعد أن كان هناك اقصاء للفوتوغرافيا ..لدينا اليوم مقاربات بين الفوتوغرافيا من ناحية و الالرسم والحفر والنحت ...من ناحية أخرى وهناك جدل بين هذه الخامات والمواد .. و الاضافة الحاصلة هي أنه صار لدينا عدد من الفوتوغرافيين التشكيليين والمادة تدرس ..في هذا المعرض تفاعلنا مع الصورة الفوتوغرافية من جانبها الابداعي من خلال المعطيات التقنية الحديثة و الحصول على أعمال قيمة عبر التكنولوجيا المعاصرة والمؤثرات الفنية والبرمجيات وكل ذلك ضمن بحث ..والحصيلة وصوابها سيقول التاريخ الحكم عليها والزمن ...والنقد...". …وقبل سنة احتفل رواق عين بضاحية صلامبو بمرور 30 سنة على تأسيسه حيث شهدت سنة 1986 اعلان الفنان محمد العايب انطلاق نشاط هذا الرواق الذي فسح المجال لمعارض الفن الفوتوغرافي والرسم ..وصمد الرواق بوجه الرداءة ولم يسقط في المناحي التجارية الربحية بل مثل جهة نوعية وفق رؤية جمالية للعرض و اصبح في السنوات الاخيرة ركنا مفتوحا على الأساليب المعاصرة وفق وعي الفنان العايب الحارق. أسماء و تجارب متنوعة ومبدعة مرت بالرواق ومنها فيكتور سرفاتي ومختار هنان وبديع شوشان والهاشمي مرزوق ..فسحة جمالية اسمها رواق عين تقصدها فتأخذك حدائق النظر وبساتين التمعن وجنان الأعماق ..حدائق صلامبو تسعد كما تونس وفي كل مرة بمحتويات هذا الفضاء وهي تعرض تباعا لفنانين و مبدعين.. مرحى للصور ترقص في بهاء بجهة صلامبو ضمت أحلام فتية ديدنهم الحفر الفني الحديث على حائط القناشة..انها فكرة الابداع و الامتاع المتعدد و المؤانسة وفق الجماليات المستحدثة في هذا العالم البهي المدهش ...عالم الصورة الباذخة تقصدا للابتكار واللمعان..وهكذا..هل تدري الحدائق أن العين بحر..؟