نشرت صحيفة "نوتيس جيوبوليتيك" الإيطالية حوارا حصريا مع أحمد قذاف الدم، ابن عم الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، بالتزامن مع إصداره لكتابه: "قذاف الدم يتحدث: نصف قرن مع القذافي". وتطرق أحمد قذاف الدم في هذا الحوار إلى ذكرياته مع القذافي، نافيا ما راج عن تخليه عن الزعيم الليبي الراحل في أزمته الأخيرة. وقالت الصحيفة إن أحمد قذاف الدم، الذي يعيش حاليا في القاهرة، أصدر كتابا يتمحور حول سيرته الذاتية، حيث رصد فيه أهم مراحل حياته المهنية، خاصة علاقته بمعمر القذافي. كما تناول ابن عم القذافي مرحلة طفولته، وحرب الأيام الأربعة بين ليبيا ومصر في سنة 1977، وتأسيس جيش التحرير الوطني الليبي، ناهيك عن دور القذافي في انتشار الإسلام في أفريقيا وآسيا. وفي سؤال الصحيفة عن أجمل الذكريات التي قضاها مع القذافي، أفاد أحمد قذاف الدم بأن أجملها كانت في الصحراء، حيث كان القذافي يتحرر من كل القيود، على اعتباره رئيسا للبلاد، ليفترش الأرض قائلا: "أنتم تنامون في فنادق خمس نجوم، وأنا أنام في فندق 1000 نجمة"، في إشارة إلى النجوم التي تتلألأ في سماء الصحراء الليبية الجميلة. وفي الإطار ذاته، شدد منسق العلاقات الليبية المصرية السابق على مدى تواضع وبساطة القذافي وانحيازه للفقراء، على غرار موقفه من قضية السود والهنود الحمر، الذين لطالما دافع عنهم وناصرهم. وتساءلت الصحيفة عن حقيقة الخلافات والصدامات التي كانت بينه وبين القذافي. وفي هذا الصدد، أفاد أحمد قذاف الدم بأنه "كثيرا ما كان يختلف مع القذافي في بعض المسائل المتعلقة بالغرب. لقد كان القذافي يردد دائما أن الغرب لا يعترف بمبادئ الصداقة والتعاون البناء، حيث إن الدول الغربية تريد فقط أن تجعل من أبناء المنطقة عبيدا لها. وللأسف اكتشفت أنه كان على صواب". أما فيما يتعلق بتقييمه للوضع الليبي على مدى ست سنوات منذ سنة 2011، أقر أحمد قذاف الدم بأن "بعض الليبيين صدقوا وعود الدول الغربية، التي أكدت أنها قدمت لحمايتهم ونشر الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، المبادئ التي كان القذافي من أشد الرافضين لها. واكتشف الليبيون بعد ست سنوات من الحرب المستعرة أن كل تلك الوعود مجرد وهم تحول إلى كابوس. فضلا عن ذلك، يشعر الشعب الليبي بندم كبير، حيث بات يتمنى عودة أيام الرخاء في عهد القذافي، في حين يعتريهم شعور بالعار؛ لفقدان كرامتهم وكرامة الوطن". وتساءلت الصحيفة عن ماهية التهم التي وجهها له أنصار سيف الإسلام القذافي، بخصوص تخليه عن ابن عمه في أحداث فيفري 2011. وفي هذا الشأن، نفى المسؤول الليبي السابق هذه الاتهامات، مؤكدا أنه كان على تواصل مع القذافي، وأن علاقتهما كانت على أحسن ما يرام حتى اليوم الأخير. كما أكد أحمد قذاف الدم أنه على الرغم من الضغوط الممارسة عليه، والعروض المغرية التي تلقاها من قبل الغرب، إلا أنه أبى التخلي عن ابن عمه. أما فيما يتعلق بانشقاقه عن نظام القذافي، فقد كان قذاف الدم يظن أنه ومن خلال هذه الخطوة يخدم مصلحة البلاد. وفي الأثناء، دعا قذاف الدم جميع الليبيين إلى توحيد صفوفهم، واللجوء للحوار، كحلٍ للأزمة في ليبيا.