يسارع المسؤول السياسي في الديمقراطيات العريقة بتقديم إستقالته كلما أخطأ وفشل أو سقط في فخ نصبه له خصومه ومنافسوه ..لن يلتجئ إلى التبرير المجاني ولن يرمي بالمسؤولية على عاتق المحيطين به ولن يصرخ صراخ البريء "غلطوني" ! فالسياسي الذي يكون سهل الإختراق ويمكن خداعه والضحك على ذقنه لا يستحق تحمل المسؤوليات الكبرى وما عليه إلا الإنسحاب والرحيل وترك كرسي المسؤولية إلى من هو أكثر منه أهلية واستحقاقا لكن في الديكتاتوريات والأنظمة الكليانية والثيوقراطية وديمقراطيات الواجهات أو ديمقراطيات الدكاكين الحزبية كما هو الحال عندنا فإن المسؤول يخطئ ويفشل ويجر البلاد إلى الهاوية ولن يستقيل مهما كانت تداعيات الكارثة التي تسبب فيها ، بل يخرج للناس مدافعا عن نفسه ومبرئا ذمته ومتهما أنصاره تارة وخصومه تارة أخرى مرددا : "غلطوني"!