كلما تم إطلاق مبادرة في البلاد إلا وتشهد الساحة كرنفالا من الشطحات الغريبة يأتيها الكثير من الذين رمت بهم الأقدار والإنتهازية في ميدان النشاط السياسي.تصريحات شعبوية ومواقف سياسوية ومزايدات وشحن وتحريض ووعود زائفة و0ستعراضات دونكيشوتية ، وصولا إلى التخوين والتكفير مما يؤكد بكل وضوح أن الإفلاس السياسي هو الغالب على الوضع أكد رئيس حزب ، لم يسمع به التونسيون، وعدد قاعدته على قدر عدد أعضاء هيئته التنفيذية، أنه ضد المصالحة ويطالب بالقصاص وسوف يقيم الدنيا ويقعدها إن لم تستجب السلطة لطلبه وتتخلى عن مشروعها في هذا المجال ، وقد وجد في منابر بعض الإذاعات حديثة العهد والمتنافسة على الإثارة الرخيصة مجالا ل0ستعراض شعبوياته المثيرة ل0ستهزاء الخاصة والعامة وفي جانب آخر من المشهد المزري إنبرى بعض المشعوذين السياسيين يكيلون التهم لبعضهم البعض وينشرون غسيل أحزابهم وتياراتهم على سطوح الفضائيات وقد أبدوا من الإنحدار اللغوي والوضاعة السلوكية والإفلاس المعرفي ما أفقدهم ما تبقى لديهم من مصداقية لدى الرأي العام، وهذا حزب لم يتحصل على التأشيرة القانونية بعد وقد بدأ نزيف الإستقالات يعصف بوجوده، وآخر ما انفك يؤخر موعد الإعلان عن انبعاثه منذ أشهر طويلة وقيل انه لم يجد العدد الكافي من الأنصار لتأثيث اللقاء الموعود، وهذه تحالفات تعقد اليوم لتتبخر غدا بسبب حرب الزعامات السياسية الوهمية و0كتمل المشهد المزري بخروج أحد سفها الأحداث ليكفر رئيس الجمهوري ومفتي الديار التونسية لأن الأول دعا إلى إيجاد حلول دينية وقانونية لتأمين المساواة في الإرث بين الجنسين ، والثاني سانده ودعمه إن الأخطر من هذه الظواهر هو الجنوح الهستيري إلى الركوب على الأزمات التي تعيشها البلاد والسعي إلى الظهور بمظهر صاحب الحلول السحرية والمنقذ من الضلال الذي يقول للشيء كن فيكون . يحدث كل هذا بعد ست سنوات ونصف من الفوضى والإنفلات دون أن تظهر مؤشرات جدية على إصلاح الوضع لقد حان الوقت لإنهاء هذه المهازل التي تسيء للبلاد وديمقراطيتها الناشئة وذلك بتطيق القوانين المعمول بها والإلتزام بشروط الحرية وقيم ومبادئ الديمقراطية وتطبيق المواثيق وخاصةفي قطاع الإعلام ، لأن تواصل مثل هذه المهازل والفضائح والدونكوشوتيات والفلكلوريات سيزيد في إحباط المواطنين ويعمق شعورهم بخيبة الأمل ويوسع الفجوة بينهم وبين السياسيين ويقلص،تبعا لذلك من مشاركتهم في الشأن العام بالبلاد