في جلسة بمقهى الحومة أخذ الحديث مأخذه وتكلّمنا في أمور كثيرة قال أكبرنا وهو على أبواب التقاعد كما تعرفون يا أصحابي استولوا على شهريتي ولا ندري هل استأذنونا أم طفّاو الضوء وحسبوا شهارينا ليست لنا انّما هي اعانات منهم لا أكثر ولا أقلّ. استولوا من شهريتي على نصيب لا بأس به وحسبوا الحسبة وحدهم وبطبيعة الحال فضللهم ثم اشترطوا شرط العازب على الهجّالة وأعلنوها صراحة سنأخذ من شهاريكم طيلة عام كامل وأضافوا أهوك رفقنا بيكم وسخفنا عليكم قولوا ما نحبكمشي هذا ما قالوه وبسخرية.. وفي الحقيقة أنا وغيري عرفنا أننا مغلوبون على أمرنا ومهما فعلوا بنا نكتفي بتلك الصيحة المفزعة باع باع ثمّ نتنهّد بأصوات عالية ونشرع في الأدعية التي ترتعش منها الجبال فلا أحد يسامح في حقّه ولا أحد يقول خلّي ياخذوا السماح لأننا نعرف أنّ ما أخذوه منّا بلا حق هو عرق جبيننا وكلّنا نعرف أن الأدعية التي تخرج من القلوب يا لطيف تلطف عواقبها معروفة..