نتيجة تسجيل ارتفاع وتزايد ظاهرة استهلاك مخدر الكوكايين بعدد من الأحياء الراقية بالعاصمة، وبناء على معلومات مؤكدة علمت «الصريح اون لاين» انه وردت على الفرقة المركزية لمكافحة المخدرات للحرس الوطني مفادها انخراط طبيب أسنان في ترويج مخدر الكوكايين، وبالنظر لما يمثله من خطورة تم ايلاء الموضوع أهمية قصوى حيث تم وضع الطبيب المعني تحت المراقبة. وقد تبين أن المظنون فيه يبلغ من السن 37 عاما وهو طبيب معروف بحي النصر اتضح من خلال عملية المراقبة ان بحوزته كميات كبيرة من مخدر الكوكايين يخفيها في عيادته التي لوحظ تردد وجوه منحرفة عليها، وبعد استشارة النيابة العمومية تمت اولا مداهمة محل سكناه ليلا في نهاية الأسبوع. وقد أشهر الطبيب المذكور سكينا في وجه أعوان الفرقة المركزية للحرس الوطني مهددا اياهم، وقد دخل في حالة هستيريا واستعصاء وحاول الفرار بعد محاولته طعن عون حرس لكن تمت السيطرة والقاء القبض عليه بمنزله. وبتفتيش منزل الطبيب المذكور تم العثور على عدة قطع مختلفة الأحجام من مخدّر القنب الهندي (زطلة) و20 غراما من مخدر الماريخوانا ومبلغ مالي قدره 14 ألف دينار من العملة التونسية اعترف المعني أنها من عائدات الاتجار بالمخدرات. هذا، وبالتحري مع الطبيب حول مصدر تزوده بمخدر الكوكايين صرح بأنه يتزود بها من شخص ادعى أنه لايعرف من هويته الا اسمه غير أن حرفية أعوان الفرقة المركزية لمكافحة المخدرات للحرس الوطني جعلته يدلي بهوية مزوده كاملة، وبنصب كمين للأخير تم القاء القبض عليه ليتبين أنه يبلغ من السن 20 عاما يقطن بجهة الدندان من ولاية منوبة وكان على متن سيارة من نوع «بارتنار» يتولى قيادتها. وبتفتيش السيارة تم العثور على لفافة بلاستيكية اخفاها باحكام داخل تبانه تحتوي على مخدر الكوكايين، هذا وبالتحري من جديد مع الطبيب اعترف انه سبق له ان استهلك المخدرات بمعية امرأة تبين انها تبلغ من العمر 44 عاما تقطن بجهة منوبة وبتفتيش منزل الأخيرة تم حجز 10 غرامات من مخدر الكوكايين. كما تمت مداهمة منزل عنصر رابع تمكن من الفرار حيث تم حجز 10 غرامات أخرى من الكوكايين مع ادراج صاحب المنزل بالتفتيش، هذا وبالعودة للتحري مع العنصر الثاني البالغ من السن 20 عاما أصيل منوبة وبتضييق الخناق عليه وتفتيش منزله تم العثور على 230 غراما من مخدر الكوكايين اضافة الى ميزان الكتروني يستعمل في وزن المخدرات قبل بيعها بالتفصيل الى جانب مبلغ مالي قدره الفا دينار، وبالتحري مع صاحب المنزل اعترف انه تولى في جانفي 2018 جلب 300 غرام من مخدر الكوكايين من المغرب تزود بها من شخص معروف هناك وقد تولى التفريط بالبيع في 50 غراما منها قبل أن يتم حجز بقية الكمية من طرف الفرقة المركزية لمكافحة المخدرات. وقد تبين حسب الاعترافات ان المرأة الموقوفة والبالغة من السن 44 عاما هي التي كانت وراء استقطاب طبيب الأسنان في الشبكة المذكورة. كما لعبت المعنية دورا هاما في استقطاب الميسورين بالأحياء الراقية من بينهم طبيب الأسنان وبعض ابناء رجال الأعمال الميسورين الى جانب أصحاب مشاريع وبعض الأسماء المشهورة، وقد اعترفت المعنية وهي امرأة أعمال بمنوبة أنها نجحت في استقطاب طبيب الاسنان بمساعدة صاحب سيارة ال «بارتنار» البالغ من السن 20 عاما والقاطن بجهة الدندان والذي كان يعمل أيضا وسيطا في جلب المخدرات من المغرب بأمر من مشغلته امرأة الأعمال التي كانت تقود الشبكة التي تنشط بين تونس والمغرب حيث اعترف كما أسلفنا انه جلب كميات هامة من الكوكايين من المغرب. وحسب مصادر «الصريح» المطلعة فإن الطبيب القاطن بحي النصر وتمت مداهمة منزله اعترف باستقطاب زبائنه في عيادته بالمنار مضيفا أنه كان يعالج مرضاه داخل العيادة وكان يغريهم بالمخدرات. كما اعترف الطبيب بأن بعض مرضاه خاصة من الميسورين وقعوا في فخه من خلال تقديم نصائح لهم باستعمال الماريخوانا والكوكايين من أجل التخلص من الالام وقد نجح في اقناع العديد من المرضى من الذين كانوا يترددون على عيادته باستمرار وهم من الميسورين وبعض أبناء رجال أعمال وحتى المشاهير. وبتلك الطريقة تمكن من ترويج الكوكايين والماريخوانا والزطلة، وقد اعترف أنه كان يخفي المخدرات في منزله ويقوم بنقل كميات متفاوتة منها داخل سيارته الى العيادة حسب طلبات وحاجيات الزبائن وحسب حاجيات المرضى الذين باتوا يقبلون على استهلاك الكوكايين والماريخوانا والزطلة. هذا، وقد كشف افراد الشبكة التي تم الايقاع بها بفضل عملية نوعية وسرية نفذتها الوحدات المختصة التابعة للفرقة المركزية لمكافحة المخدرات ببن عروس بعد مراقبة وعمليات استخباراتية دقيقة، كشفوا أنهم كانوا يتزودون بالمخدرات من شخص مغربي كان على تواصل مع امرأة الأعمال المشار اليها انفا وهي التي كانت أرسلت له مساعدها الذي وقع في قبضة الحرس الوطني ايضا وهو صاحب سيارة ال «بارتنار» البالغ من السن 20 عاما واصيل الدندانبمنوبة والذي سافر منذ أسبوعين الى المغرب من أجل جلب كمية الكوكايين التي تم حجزها في منزله والتي كان يقوم بترويجها حسب طلب صاحبته الموقوفة امرأة الأعمال التي كانت قد نجحت في استقطاب طبيب الأسنان منذ فترة طويلة. كما كانت هذه المرأة تستهلك المخدرات أيضا في جلسات خاصة مع الطبيب المذكور المتورط في القضية والذي دخل في حالة هستيريا خلال التحقيقات التي خضع لها بعد السيطرة والقاء القبض عليه اثر عملية مداهمة وكمين ناجح من وحدات الحرس الوطني بالتنسيق مع النيابة العمومية التي كانت تتابع تطورات القضية منذ أيام قبل عملية المداهمة مساء السبت والتي تمت بنجاح وهي عملية نوعية تحسب للفرقة المركزية لمكافحة المخدرات للحرس الوطني. وقد بلغت كمية المحجوز الإجمالي بعد هذه العملية النوعية 260 غراما من مخدر الكوكايين قيمتها المالية قدرت ب 80 ألف دينار الى جانب مبلغ 14 ألف دينار حجزت في منزل طبيب الاسنان. بالاضافة الى مبلغ ألفي دينار عثر عليها في منزل الشاب صاحب السيارة نوع «بارتنار» كما تم حجز قطع مخدرات من الماريخوانا والزطلة كذلك. هذا وباستشارة النيابة العمومية اذنت للفرقة المركزية لمكافحة المخدرات التابعة للحرس الوطني بالعوينة بالاحتفاظ ب 4 عناصر من افراد الشبكة ومن بينهم طبيب الاسنان امرأة الأعمال والتحريات جارية للايقاع ببقية عناصر الشبكة وتقديمهم للعدالة وخاصة من الذين كانوا من زبائن العصابة واستهلكوا الكوكايين والماريخوانا والزطلة.