يعيش أحبّاء النّادي الرياضي الصفاقسي منذ أسابيع حالة من القلق والحيرة بسبب الخلاف الذي برز بين رئيس الهيئة المديرة منصف خماخم والمكتب التّنفيذي لهيكل "سوسيوس سي آس آس" والذي أصبح يلقي بظلاله على أجواء الجمعية بشكل ينذر بدخولها في أزمات ومتاهات ليس من السّهل الخروج منها. ورغم اللّقاء الذي جمع بين رئيس الهيئة المديرة منصف خماخم ورئيس هيكل "سوسيوس سي آس آس" عبد العزيز المخلوفي قصد تجاوز الخلاف ليست هناك مؤشّرات ملموسة إلى غاية الوقت الحاضر بإمكانها أن تبعث برسالة طمأنة إلى الأنصار بأنّ المياه عادت إلى مجاريها. من جهة أخرى برزت بوادر انشقاق داخل هيكل "سوسيوس" نفسه بعد أن أقدم بعض الأحبّاء المنخرطين في هذا الهيكل على اتّهام بعض أعضاء مكتبه التّنفيذي الحالي بالقيام بتجاوزات صارخة لها صلة بالإعداد للجلسة العامّة الانتخابية للهيكل التي تمّ تأجيلها بسبب الخلاف مع رئيس النّادي منصف خماخم. وقد وجّهت اتّهامات من قبل بعض منخرطي "سوسيوس" للمكتب التّنفيذي للهيكل بالتّلاعب بالقانون الأساسي واعتماد طرق ملتوية في التّسيير إلى جانب إشارة البعض الآخر لوجود شبهة فساد مالي لها علاقة بتنظيم الاحتفالات الخاصّة بمرور 10 سنوات عن بعث هيكل "سوسيوس سي آس آس" و90 سنة عن تأسيس النّادي – وهي احتفالات تكفّل المكتب التّنفيذي للهيكل بتنظيمها. تجدر الإشارة إلى أنّ هيكل "سوسيوس سي آس آس" اختار لنفسه شعار "مع بعضنا أقوى" – وهو شعار جميل لكنّه لا يتناسب مع الوضع الحالي الذي يعيشه النّادي وكذلك الهيكل بما أنّ الصّراعات والخلافات أصبحت الخبز اليومي للمعنيّين بشأن الجمعية. وقد جاء الخلاف الذي نشب بين خماخم والمكتب التّنفيذي لهيكل "سوسيوس سي آس آس" الذي يرأسه حاليّا رجل الأعمال عبد العزيز المخلوفي ليزيد الطّين بلّة ولينضاف إلى الصّراعات العديدة بين رجال النّادي. يبدو أنّ شعار "مع بعضنا أقوى" أصبح شعارا أجوف ولا معنى له بما أنّ الخلافات وحالات الاحتقان صارت تخيّم على أجواء هيكل "سوسيوس" وعلى أوضاع الجمعية بشكل يهدّد مسيرة النّادي الرياضي الصفاقسي وينذر باحتداد الأزمات داخله في غياب بوادر جدّية ومساعي مسؤولة من الأطراف الفاعلة للدّفع نحو المصالحة بين رموز النّادي ولعودة الوئام والانسجام كذلك بين رئيس الهيئة المديرة منصف خماخم والمكتب التّنفيذي لهيكل "سوسيوس سي آس آس". لا شكّ أنّ مصلحة النّادي الرياضي الصفاقسي تكمن في وضع جميع الغيورين عليه اليد في اليد وسعي كلّ الأطراف الفاعلة كلّ من موقعه إلى الرّقيّ به إلى أعلى المراتب عوض تكريس حالة التّشرذم التي أصبح عليها بسبب اعتقاد البعض أنّهم أكبر من النّادي أو أنّ هذا الأخير ملك شخصيّ لهم أو حكر عليهم وحدهم. بسبب الأزمة القائمة بين منصف خماخم والمكتب التّنفيذي لهيكل "سوسيوس سي آس آس" ونظرا للانقسامات داخل هيكل "سوسيوس" نفسه أصبح الأحبّاء منقسمين أكثر من أيّ وقت مضى. لذلك لا بدّ حسب رأينا من التّعجيل بتجاوز كلّ المشاكل لتجنيب النّادي المزيد من الاحتقان الدّاخلي الذي بإمكانه أن يزعزع أركانه وأن يؤدّي إلى سقوط سقف البيت على رؤوس ساكنيه. لا شكّ أنّ تحقيق المصالحة بين جميع رموز النّادي أمر يفرض نفسه لأنّ "السّي آس آس" لن تستقيم أموره ولن تتحسّن أوضاعه ولن يكون قويّا إلّا بتوحيد الصّفوف والالتفاف حوله بعيدا عن كلّ الحساسيات والمصالح الشّخصية الضّيّقة