في مكان خال من المارة ومظلم هاجم مجهولون ركاب شاحنة كانت في طريقها إلى جهة برج العامري حيث قتلوا الأول واعتدوا على الثاني بوحشية فيما لاذ الثالث بالفرار.. ترى من فعل كل هذا ومن أجل ماذا؟ هذا ما طرحه أفراد عائلات منكوبة بجهة برج العامري وينتظرون التحقيق فيه للوصول إلى النجاة.. الشيء الثابت هو أن الغاية من وراء هذه الحادثة الخطيرة هي السلب ويبدو أن الضحية في هذه القضية استبسل في الدفاع عن ممتلكاته باعتباره يعمل خضّارا ولديه أموال فكان مصيره الموت... ويبدو أن الجناة استغلوا ظلمة الليل وتوقف الشاحنة فجأة، وذلك لتمكين أحد ركابها من قضاء حاجة بشرية، ودون أدنى تردد هجموا عليهم وبواسطة أدوات صلبه أشبعوهم ضربا مبرحا.. وحسب ذكر أحد المتضررين فقد طلب من سائق الشاحنة التوقف على قارعة الطريق وترجل لبضعة أمتار لقضاء حاجة بشرية، ولكن قضيبا حديديا أصابه على مستوى مؤخرة رأسه... ودائما حسب ذكر المتضرر الأول فقد استمع إلى صراخ ونجدة مرافقيه، أي القتيل صاحب الشاحنة والمتضرر الثاني فما كان منه إلاّ أن لاذ بالفرار، ثم خاطب أحد أقاربه ليعلمه بما حصل... وحسب ما تحصلنا عليه من معلومات مبدئية فقد وقع العثور على جثة الخضار، وكانت مشوهة فيما اختفت شاحنته وأمواله ووثائقه الخاصة فيما تبيّن أن مرافقه قد استهدف لاعتداء وحشي استوجب الاحتفاظ به تحت العناية الطبية المركزة لمزيد الإحاطة به طبيا... وبعد اشعار رجال الأمن بالموضوع تكفل رجال فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بطبربة بإذن من وكالة الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بمنوبة بالبحث في هذه القضية الغامضة.. وحسب آخر المعلومات التي تحصلنا عليها فإن شاحنة الضحية تم العثور عليها بجهة سيدي حسين الشيجومي بعدما ترجل منها راكبوها أو المستولون عليها وهربوا من الدورية الأمنية التي كانت مرابطة في طريق عبورهم... من المؤكد أن الأيام اللاحقة والتحريات الأمنية الدقيقة ستكشف عن الجناة الذين قصفوا عمر الخضار، وهو يرتّب ويجمع المال من عرق جبينه، تمهيدا لزواجه خلال الصائفة القادمة.