في اطار متابعته لاجراءات تفعيل القرار المتخذ مؤخرا لمكافحة التهريب وتسلّل الارهابيين اضافة الى الحرص على نفي ما راج من اخبار عن وجود قاعدة عسكرية امريكية في الجنوب التونسي بعد الاعلان عن بعث منطقة عسكرية مغلقة، تحول صباح اليوم المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية الى جنوب البلاد، مرفوقا برشيد الصباغ وزير الدفاع الوطني ومحمد الحامدي رئيس الاركان. بداية الزيارة كانت من المطار العسكري برمادة أين اطلع رئيس الجمهورية على عرض مصور وتوضيح لخارطة المنطقة العازلة، والاهداف من اتخاذ هذا الاجراء، كما كانت له محادثات مع الجنرال الحامدي وآمر مطار رمادة حول السبل الكفيلة بتحسين المطار وتجهيزه بالاضواء الكاشفة ليلا لتسهيل اقلاع وهبوط المروحيات، اضافة الى دعمه بالعتاد والجنود حتى يكون نقطة ارتكاز اولى ذات فعالية قصوى للتدخل في الحالات الطارئة. اثر ذلك تنقل المرزوقي والوفد المرافق له الى النقاط العسكرية المتقدمة على الحدود التونسية الليبية وتحديدا منطقة ذهيبة حيث التقى بعدد من الجنود المرابطين في تلك النقطة التي تبعد بعض الكيلومترات عن الحدود، وتوجه اليهم بالتحية والتعبير عن امتنانه وامتنان الشعب لما تبذله القوات العسكرية والامنية من حرس وطني لتأمين الحدود والحد من ظاهرة التهريب وخاصة تهريب الاسلحة وغيرها من الممنوعات الخطيرة، حاثا اياهم على مواصلة العمل بجدّ حتى يحافظوا على سلامة التراب التونسي ومناعته وسيادة واستقلال الجمهورية. بعد ذلك تحول الرئيس والوفد المرافق له في مروحيات الى اقصى الجنوب قرابة كيلومتر واحد عن الحدود حيث عاينا جوا دوريات برية متنقلة تقوم بجولات روتينية لتأمين مسالك التراب التونسي من كل تهديد. أما المحطة الثالثة لرئيس الجمهورية فكانت في ثكنة بن قردان، اين اجتمع فيها بآمر الثكنة وثلة من الضباط السامين وتحادث معهم حول ظروف عمل الوحدات في تلك الجهة مستمعا الى أهم شواغلهم، قبل ان يختتم الزيارة التفقدية بالقاعدة الجوية بقابس التي تحادث فيها كذلك مع ثلة من الضباط السامين. وزير الدفاع ينفي اشاعة القاعدة العسكرية في تصريح خص به الاعلاميين على هامش الجولة، نفى رشيد الصباغ نفيا قاطعا إحداث قاعدة عسكرية امريكية في جنوب البلاد مضيفا: «ليست موجودة قطعا ولم نفكر في هذا الموضوع وكل ما روج هو محض اشاعات وخيال لا غير..». وعن تأثير احداث المنطقة العازلة على السياحة ومناخ الاستثمار ومصالح المواطنين قال: «هذه المنطقة هي للحد من ظاهرة التهريب ولحماية انفسنا وحتى اجوارنا، ولدينا جيش يقوم بالواجب. أما عن السياحة أو الاستثمار فلن تؤثر هذه المنطقة على ذلك فهناك تنسيق عسكري ومدني لتسهيل أية اجراء واذا استوجب الترخيص للسواح للقيام بجولات سياحية فسيتم منح الترخيص اللازم وفق الاجراءات».