تكبّد الفريق هزيمته الرابعة أول أمس عندما إنحنى لمشيئة مضيفه نادي حمام الأنف ليتواصل العجز عن كسب نقطة واحدة منذ بداية الموسم ليتأكد أن الأولمبي الباجي يعيش عديد المشاكل والتراكمات التي رمت به في أسفل ترتيب البطولة بسبب ضعف فادح على كل المستويات بما أن هذه الوضعية كانت منتظرة في ظل الأخطاء الفادحة التي إرتكبتها هيئة جلال الغربي وضعف الرصيد البشري وإضطراب التحضيرات ليكون المخرج في نهاية الأمر اللجوء إلى قرار العادة الذي بات الخط المميز للهيئة المديرة بإقالة الإطار الفنّي وكأن الأزمة يتحملها الإطار الفنّي لوحده. إقالة «الزديري» و«بالشاوش» كعادتها سارعت الهيئة المديرة للأولمبي الباجي إلى إتخاذ قرار العادة بإقالة الإطار الفنّي حيث تم إعفاء المدرب ماهر الزديري ومساعده نبيل بالشاوش مباشرة بعد نهاية المباراة بهزيمة رابعة من أربع مباريات لم يحصد من ورائها الفريق غير السراب...هذا القرار كان منتظرا بحكم ضعف النتائج إلا أنه لن يكون وحده كافيا لإخراج الفريق من أزمته بما أن المدرب الجديد سيجد نفسه في مواجهة فريق تعيقه المشاكل ولن يتسنّى له اللعب بأسماء جديدة في ظل رصيد بشري متواضع غابت عنه الأسماء اللامعة بعد هجرة جماعية لأبرز العناصر ووقوف الهيئة المديرة في موقع المتفرج طيلة فترة الإنتدابات لتكتفي آنذاك بضم بعض الأسماء المحدودة وهي التي روّجت لمشروع أوهام التشبيب بعد أن أظهرت عجزا كبيرا عن سد الفراغ الذي تركته أبرز الأسماء المغادرة بعناصر من أصحاب الخبرة...الهيئة لم تحسم أمرها إلى حد كتابة هذه الأسطر بخصوص المدرب الجديد بعد طرح أكثر من إسم لعلّ أبرزها الجزائري رشيد بلحوت بعد أن كلّفت كل من مدرب فريق النخبة (الآمال) حميد الحباشي صحبة حافظ القيطوني بالإشراف على تمارين الفريق بداية من يوم أمس. «الزديري» أفشل نفسه لا يمكن لماهر الزديري أن يلوم غير نفسه وهو الذي مهّد من البداية للفشل من خلال إقدامه على تدريب فريق الأكابر دون توفير أيّة ضمانات لنجاحه في أوّل تجربة له بالرابطة المحترفة الأولى خاصة أن الهيئة المديرة لم تبد من البداية أي إستعداد لتكوين فريق متوازن فرفضت القيام بالإنتدابات بل أنها وقفت عاجزة أمام الهجرة الجماعية لأبرز العناصر وثوابت الموسم الماضي بما كان يفرض على الزديري ممارسة كل أساليب الضغط لتوفير ضمانات النجاح قبل الإنطلاق في مغامرة معلومة العواقب بل أنه كان عليه أن ينسحب من البداية ولا يقبل أن يدخل منافسات البطولة بفريق فاقد للتوازن ولا يملك القوّة الكافية لمقارعة منافسيه...الزديري كذلك خضع لمشيئة الهيئة وفسح لها المجال لجلب بعض الأسماء وفرضها رغم علمه المسبق بعدم قدرتها على تقديم الإضافة في مقابل رفضه لأسماء الخبرة وتعطيل إنتدابها في البداية قبل أن يتم فرضها ليكون الزديري قد خسر ود أصحاب الخبرة وهو الذي ساهم بشكل غير مباشر في تأخير تأهيلهم بدنيا للعب وتقديم الإضافة للفريق بما جعله يخسر منذ بداية الموسم كلاّ من السليتي والمحمدي وعودة متأخرة للميساوي ليضطر إلى تشريك فريق غير متوازن وهش إلى أبعد الحدود. «الغربي» يستقيل ويكلّف هذا الثنائي تسارعت الأحداث في الأولمبي الباجي بشكل لافت إثر هزيمة أوّل أمس فبعد أن كان الجميع ينتظر إسم المدرب الجديد أطل رئيس النادي جلال الغربي بقرار الإستقالة والتخلّي عن رئاسة النادي حيث أكد الناطق الرسمي للفريق كريم الحسناوي أن جلال الغربي إنسحب من الرئاسة لأسباب صحيّة ولا علاقة لأيّة ضغوطات برحيله وأضاف أن الغربي كلّفه صحبة نائب الرئيس بتسيير النادي في هذه المرحلة إلى حين تعيين موعد وعقد جلسة عامة إنتخابية...الغربي رفض فكرة تعيين هيئة وقتية من خارج هيئته تسيّر النادي إلى حين الجلسة الإنتخابية حتى يضمن إسترجاع أمواله المتخلدة بذمة النادي حسب ما أكده ل«التونسية» أحد المقربين من الرئيس المستقيل جلال الغربي...الحسناوي أكد أنه صحبة السعيدي سيعملان على تدعيم الإطار الإداري ببعض الأسماء القادرة على الإفادة في انتظار تسليم النادي لهيئة منتخبة...فهل يقبل الأحباء بهذا المسار أم أن هناك من سيتشبث بعقد جلسة إنتخابية بعد رحيل الغربي وعدم تمكين الحسناوي والسعيدي من تسيير الفريق لفترة محدودة؟