ستحبس الانفاس وتتجه الانظار عشية اليوم صوب ملعب «أحمدو اهيدجو» الذي سيحتضن مباراة الحسم بين المنتخب الوطني التونسي ومضيفه المنتخب الكاميروني والتي سيكون رهانها التأهل لمونديال البرازيل الذي سيقام في الصائفة المقبلة.وعلى الرغم من أن عاملي التاريخ والجغرافيا يلعبان لفائدة منتخب الاسود التي لا تروض فإن الاداء الذي ظهر به أبناء الهولندي كرول في مباراة الذهاب يجعلنا متفائلين بالعودة ببطاقة العبور من الكاميرون بالذات.ولأنه من أكثر الاشخاص دراية بخفايا وأجواء النسور اخترنا التحدث الى المدرب الوطني السابق والحالي لنادي السيلية القطري سامي الطرابلسي الذي جدد ثقته في قدرة النسور على التأهل للمونديال راسما الطريق التي يمكن أن تقودنا الى تحقيق حلم شعب بأكمله فكانت الورقة التالية: مباراة صعبة ولكن... في مستهل كلامه أكّد سامي الطرابلسي على صعوبة المواجهة خاصة وأن المنافس ليس الا المنتخب الكاميروني الذي يضم أسماء كبيرة اضافة الى الاسبقية التاريخية التي يتمتع بها على حساب المنتخب الوطني ولكنه في المقابل أبدى تفاؤله بإمكانية العودة من ياوندي بنتيجة ايجابية وبورقة التأهل الى المونديال التي تساوي فرحة شعب بأكمله من رياضيين ومدربين وجماهير وأضاف مدرب السيلية أن المنتخب الوطني قدّم في مباراة الذهاب واحدة من أروع مبارياته وكان بإمكانه الخروج بفوز عريض لو حضرت نجاعة المهاجمين. كما استعاد رفاق بن شريفية الروح التي افتقدوها في مواجهتي الرأس الاخضر وهذا يحسب للاطار الفني واذا ما دخل أبناء كرول مباراة اليوم بنفس العقلية وبنفس الروح فإن النتيجة ستكون بإذن الله لصالحه. الصبر مفتاح التأهل في ما يتعلق بمفاتيح الفوز في هذه المباراة أكد الطرابلسي ان مواجهة اليوم ستلعب على جزئيات بسيطة في ظل تقارب مستوى المنتخبين ولا بد من الحذر والصبر وعدم التسرع وحسن التصرف في مختلف ردهات المباراة كما أن مهمة المهاجمين ستكون كبيرة اليوم خاصة وان فرص التهديف لن تكون كثيرة مقارنة بلقاء الذهاب وعليهم استغلال انصاف الفرص لقتل المباراة والخروج بورقة التأهل الثمينة.من جهة أخرى لا بد من تضييق المساحات أمام رفاق ايتو القادرين على صنع الفارق كلما وجدوا المساحات. دور كبير ل «خليفة» و«الشرميطي» وبخصوص التشكيلة التي يراها مناسبة للمشاركة في المباراة أوضح الطرابلسي أن الرصيد البشري المتاح أمام كرول يمكنه من اختيار التركيبة المثالية التي تتماشي والفكر التكتيكي الذي سينتهجه لترويض أسود الكاميرون.وعبّر سامي عن عدم رضائه عن الاداء الذي قدمته بعض العناصر وخاصة البديلة منها في مباراة الذهاب، مؤكدا على أهمية الدور الذي سيلعبه عناصر الخط الامامي في هذه المواجهة وخاصة الثنائي صابر خليفة الذي لم يكن في يوم كبير في موقعة رادس وكذلك المهاجم محمد امين الشرميطي المدعوان الى التركيز أكثر وحسن التصرف في الفرص التي ستتاح لهما في مباراة اليوم.واكّد الطرابلسي على ضرورة أن تكون العناصر البديلة على أتم الاستعداد للمساعدة كلما احتاجها الإطار الفني وهو ما لم يتحقق في مباراة الذهاب حيث لم يقدّم البدلاء المردود المرجو منهم. تمنيت تواجد «المساكني» و«جمعة» وعن الاسماء التي تمنى تواجدها في مباراة اليوم أجاب الطرابلسي ودون تردد انه كان يتمنى تواجد الثنائي يوسف المساكني وعصام جمعة القادران على تقديم الاضافة للمنتخب وأضاف الطرابلسي بأن هذا الثنائي يمتلك من الخبرة الافريقية ما يمكنهما من أن يكونا ضمن العناصر الاساسية في التشكيلة.وأوضح مدرب السيلية أنه كان على الاطار الفني توجيه الدعوة ل «النمس» رغم انه ليس في كامل جاهزيته البدنية لأنه يبقى من العناصر القليلة القادرة على تغيير وجه مباراة واستحضر مثال مباراة المنتخب ضد نظيره الجزائري في «كان» جنوب افريقيا عندما نجح المساكني في اختطاف نقاط الفوز من كرة لا يتقنها الا الكبار.ورغم كل هذا فقد أكد الطرابلسي أن لكل مدرب اختياراته وجب احترامها متمنيا نجاح النسور في التأهل الذي يعني «فرحة» شعب سئم الأحزان والأتراح. مرتاح في السيلية لم نفوت الفرصة لنسأل «الكوتش» عن تجربته الجديدة في السيلية القطري فأكد أن الظروف هناك مريحة للغاية وان الفريق سائر في الطريق الصحيح وأن نتائجه الوقت الراهن مميزة في انتظار التأكيد في قادم الجولات.