بعد أسبوع من التحضيرات قضّاها أبناء المدرّب «آدري كوستر» بين ملعب الشاذلي زويتن ومركز التربّص بمدينة سوسة، يستقبل النادي الإفريقي بعد ظهر اليوم جاره الترجّي الرياضي التونسي في دربي الجولة السابعة من البطولة، وقد قضى لاعبو الأحمر والأبيض ليلة أمس في إحدى نزل الحمامات وسيكون التحوّل صبيحة اليوم إلى ملعب المباراة التي ستنطلق على الساعة الثانية والنصف ظهرا بإدارة الحكم عادل الصغيّر... «كوستر» يلعب ورقة الهجوم... وبالحديث عن «دربي» الأجوار، يكون التساؤل دائما محوره التشكيلة الأساسية التي سيواجه بها الإفريقي جاره في مباراة البحث عن مركز الصدارة، وقد شهدت تحضيرات الفريق طيلة الأسبوع تركيزا على الجانب الهجومي ممّا يجعلنا نستنتج بأنّ كتيبة المدرّب «كوستر» ستتوخّى منطق الهجوم كأفضل طريقة للدفاع، لا سيما أنّ الخطّ الخلفي للإفريقي مازال محافظا على إستقراره من حيث عدد الأهداف المقبولة، لنجده متصدّرا لأفضل الخطوط بقبوله لهدف وحيد أمام الملعب القابسي من ضربة جزاء، رغم أنّ دفاع نادي باب جديد شهد بعض التحويرات والتغييرات خلال الجولات الست الأولى حيث أخذ سيف تقا مكان اليعقوبي في مناسبة أولى ومن ثمّ خرج العيفة من الحسابات ليكون محور الدفاع متكوّنا من الثنائي تقا واليعقوبي، من جهة أخرى لفت المدافع الأيسر علاء الدين البوسليمي الأنظار خلال المباراتين الأخيرتين للفريق مما سيجعله يثبّت مكانه كأساسي مكان أسامة الحدّادي، فيما واصل الإطار الفنّي إعطاء الثقة للمدافع الأيمن حمزة العقربي الذي تفادى سريعا فترة الفراغ وعاد ليكون حاسما في المباراة الأخيرة أمام الإتحاد وكان صاحب هدف الفوز لفريقه. وهذا ما يجعل الأمر محسوما من ناحية الدفاع بالنسبة للإفريقي حيث سيكون هذا الرباعي الدفاعي حارسا للخطّ الخلفي أمام الحارس عاطف الدخيلي الذي يواصل حراسة عرين الإفريقي. الإطمئنان النسبي الذي يبعثه مردود الخطّ الدفاعي للإفريقي قد يعطي «كارت بلانش» للمدرّب «آدري كوستر» لإتخاذ منظومة المجازفة والإعتماد على لاعبين يمتلكون نزعة هجومية وإمكانيات فنّية على غرار الذوادي وجابو والهذلي وفرانسيس نار إضافة إلى متوسّط الميدان أشرف الزيتوني الذي يحبّذ دائما الصعود للمساندة وإغتنام الكرات الثانية بما أنّ معاضده في خطّ المنتصف، سيكون خالد القربي الذي نجح ولو بشكل نسبي في تأكيد جدارته خلال الفترة الحالية بأخذ مقاليد الإفتكاك والتغطية في مركز هامّ يعتبره الفنّيون روح الفريق ومحرّكه طيلة المباراة... البصمة الهولنديّة.. قد يتفاجأ أحبّاء الأحمر والأبيض بتواجد اللاعب «سلامة القصداوي» على رأس الهجوم في مباراة اليوم، وذلك لسبب بسيط وهو المردود الهابط لسلامة منذ الموسم الحالي وبقائه خالي الرصيد في قائمة الهدّافين، إلّا أنّه قد يكون عنصرا هامّا من الناحية التكتيكية في مباراة اليوم، فحسب التمارين الأخيرة للفريق وتحضيراته للدربي، يمكن القول إنّ القصداوي هو «رأس الحربة» الوحيد في الرصيد البشري للإفريقي خلال الفترة الحالية بعد إصابة «موسيلو» وعدم جاهزية الغاني «برانس»، فيما يبقى بقيّة اللاعبين على غرار شهاب الجبالي وآزر الغالي يحملون نزعة الجناح أكثر من مركز مهاجم صريح. وبالنظر إلى أهمّية المباراة على المستوى التكتيكي والفنّي فإنّ سلامة القصداوي سيكون مرشّحا بارزا للظهور كأساسي في تشكيلة «كوستر» ليتولّى مهمّة الضغط على محور الترجّي وترك المجال أمام زملائه للتقدّم نحو المرمى، وهذا ما يترجم تماما الفلسفة الهولندية ومنظومة اللعب التي يريد تثبيتها «آدري كوستر» في نادي باب جديد حيث سيعتمد من خلال الخطّة على مهاجم صريح ليس مطالبا بتسجيل الأهداف بقدر ما يكمن دوره في الدفاع والضغط في المناطق الخلفيّة للمنافس. استعداد تنظيمي إعلامي.. دربي اليوم، ولئن سيكون هامّا كما جرت العادة على مرّ التاريخ بالنسبة للفريقين كرويّا، فإنّ الأمور التنظيمية والمتعلّقة بالحضور الجماهيري والمتابعة الإعلامية، لاتقلّ أهمّية في ظلّ نظام أحاديّة الويكلو بحضور جماهير الإفريقي فقط، حيث أصدرت السلطات الأمنية تعليمات صارمة لمسؤولي الأحمر والأبيض من أجل الوقوف بحزم ضدّ كلّ مظاهر اللخبطة التنظيمية من أجل ضمان حسن سير المباراة من بدايتها إلى ما بعد نهايتها. وقد كان الأسبوع الحالي مجهدا بالنسبة للجان المعنية في النادي الافريقي على غرار لجنة الأحبّاء ولجنة التنظيم وهيئة الإعلام والإتصال التي حاولت خلال الإجتماعات اليومية تقسيم المهام والتنسيق فيما بينها لتسهيل مهمّة الإعلاميين الذين سيتابعون دربي العاصمة عبر وسائل تونسية وأجنبية قدمت خصّيصا لتغطية المباراة، كما حرصت لجنة التنظيم على توجيه الدعوات إلى رؤساء النادي السابقين وبعض الوجوه السياسية المعروفة بحبّها للنادي الإفريقي. كما سيتمّ تخصيص مقصورات لبعض الجمعيات التي تحمل أهدافا إنسانيّة مع تكريم بعض اللاعبين السابقين على غرار لطفي المحايصي... الجماهير على طريقتها.. جماهير الإفريقي وكما سبق وأشرنا كان تحضيرها للمباراة منذ أسبوعين من أجل إكساء ملعب رادس بحلّة حمراء وبيضاء عن طريق الدخلة التي ستكون في شكل فنّي معبّر يحمل تاريخ النادي ويجدّد ذكرى الإحتفال بتأسيس الجمعية إضافة إلى بعض الرسائل الخاصّة التي ستمرّرها الجماهير عبر اللافتات الضخمة في الملعب. إستعداد الجماهير، لم يكن مقتصرا على الدخلة في الملعب، بل قامت مجموعات الأحبّاء بإنتاج ألبوم ضخم يجمع كلّ الأهازيج التي تغنّت بها الجماهير منذ عقود في قرص يحمل 100 أغنية بتوزيع جديد وبحلّة رقميّة عصريّة تعيد لأذهان عشّاق الأحمر والأبيض مواسم التسعينات وأوّل ظهور لمايسمّى بجماهير «الفيراج»... أزياء خاصّة.. من جهة أخرى سيدخل اللاعبون والإطار الفنّي والإداري للنادي الإفريقي مباراة اليوم بأزياء خاصّة من صنع الماركة التي ابتكرها مسؤولو لجنة التسويق بالنادي. وقد عملت هذه اللجنة منذ فترة على إعداد طاقم ملابس كامل لفريق الأكابر، إلّا أنّ بعض التعطيلات حالت دون ظهورها مع بداية الموسم ليكون ذلك في مباراة اليوم... «الرياحي» يتابع ويشجّع.. سليم الرياحي رئيس النادي الإفريقي تابع تحضيرات فريقه عبر الهاتف خلال الأسبوع وكان على إتصال بمسؤولي الفرع خلال تربّصهم بمدينة سوسة، هذا وقد تحوّل رئيس النادي الإفريقي ليلة أمس الجمعة إلى النزل الذي يقيم به الفريق بمدينة الحمّامات، للحديث مع اللاعبين وتحفيزهم للفوز بهذه المباراة لإسعاد الجماهير التي ستكون حاضرة للمرّة الأولى هذا الموسم لمساندة فريقها، وعلى منوال فريق كرة اليد، فإنّ سليم الرياحي، وعد اللاعبين بمنحة فوز خاصّة في صورة الإنتصار في الدربي. التشكيلة المحتملة: عاطف الدخيلي، علاء الدين البوسليمي، حمزة العقربي، سيف تقا، محمد علي اليعقوبي، خالد القربي، أشرف الزيتوني، عبد المؤمن جابو، مراد الهذلي، زهير الذوادي، سلامة القصداوي(فرانسيس نار).